الحريري يعلن عدم رغبته في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة

26 نوفمبر 2019
الحريري: متمسك بقاعدة "ليس أنا بل أحد آخر"(حسين بيضون)
+ الخط -
أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري، في بيان اليوم الثلاثاء، عدم رغبته في تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك على الرغم من تمسّك الثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" به رئيساً للحكومة الجديدة، معبّراً عن ثقته في أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون سيبادر فوراً إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة.


في هذا الوقت، ذكرت وسائل إعلام لبنانيّة أنّ المدير العام لشركة "خطيب وعلمي"، المهندس سمير الخطيب، قد يكون الاسم المطروح لتولي رئاسة الحكومة، مرجحة أن تبدأ الاستشارات النيابيّة لتسمية رئيس حكومة جديد بعد غد الخميس. 

ويأتي بيان الحريري بعد يوم من تهديد مناصري "حزب الله" و"حركة أمل" بـ7 أيار جديد، في إشارة لاجتياح بيروت عام 2008. وأعلن الحريري في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استقالة حكومته بعد 12 يوماً من انطلاق احتجاجات كبيرة في مختلف المناطق، بعدما وصل الوضعان الاقتصادي والاجتماعي إلى حالة لم تشهدها البلاد سابقاً.

وتحدّث الحريري في بيانه عن أنّ هناك من يريدون تحميله زوراً، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن ما سمّاه حالة الإنكار المزمن، بدت وكأنها تتخذ من مواقفه ومقترحاته للحلّ ذريعة للاستمرار في تعنتها ومناوراتها، ورفضها الإصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة. 

وأضاف: "عندما يصرّ الناس على محاسبة من في السلطة اليوم، وأنا منهم، وتغيير التركيبة الحكومية، وأنا على رأسها، أو بالحد الأدنى تحسين أدائها ومراقبته، يجدون من لا يريد إلا التصويب على من كانوا في السلطة قبل ثلاثين عاماً".

وقال: "أعلن للبنانيات وللبنانيين أنني متمسك بقاعدة (ليس أنا بل أحد آخر) لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشبان والشابات، والحضور المميز للمرأة اللبنانية التي تصدّرت الصفوف في كلّ الساحات لتؤكد جدارة النساء في قيادة العمل السياسي وتعالج الأزمة في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور وينتظرها اللبنانيون ويطالبون بها منذ استقالة الحكومة الحالية".


ويمتنع الرئيس اللبناني حتى الساعة عن الدعوة إلى استشارات نيابية لاختيار رئيس جديد للحكومة، على الرغم من إصرار المحتجين على تحقيق هذا المطلب في أسرع وقت ممكن. وفي وقت يُصرّ المحتجون على ضرورة أن تكون الحكومة تكنوقراط، أي مؤلّفة من اختصاصيّين حصراً، لا يزال التوجه لدى عون نحو حكومة تضمّ وجوهاً سياسية ومستقلّين.

وبرز في الساعات الأخيرة اسم الوزير السابق بهيج طبّارة ليكون خلفاً للحريري في رئاسة الحكومة اللبنانية، وفق ما ذكرته مصادر صحافية لبنانية، وسط أحاديث عن تسريب اسمه بهدف حرقه، ليلتحق بالوزير السابق محمد الصفدي الذي برز اسمه قبل أيّام لتولّي رئاسة الحكومة، قبل سقوط هذا الطرح.

ورداً على المماطلة في تشكيل الحكومة الجديدة، تداعى المحتجون عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التظاهر على طريق القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، ابتداءً من الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء، "لأنّ الوضع المالي لم يعد يحتمل أي تأخير"، ليكون تحرّكهم بداية ضغط دائم في بعبدا حتّى تكليف رئيس حكومة جديد وتشكيله الحكومة، وفق تعبيرهم.

يأتي هذا في وقت عاشت بيروت على مدى ليلتين متتاليتين توتراً، جراء إقدام مناصرين لـ"حزب الله" و"حركة أمل" على افتعال إشكالات في منطقة بيروت، أقدموا خلالها على تكسير واجهات محال، وحرق وتحطيم سيارات، بالإضافة إلى خيم المعتصمين في ساحة الشهداء. كما عمد آخرون إلى تحطيم وحرق خيم المحتجين في مدينة صور في جنوب لبنان.