وحسب التقديرات نفسها، فمن المنتظر أن يكون كل من راشد الغنوشي والصحبي عتيق في البرلمان القادم عن حركة النهضة، وعبير موسي عن الحزب الحر الدستوري، وسامية عبو عن التيار الديمقراطي، وسيف الدين المخلوف عن ائتلاف الكرامة، إلى جانب نواب عن قلب تونس، كأسامة الخليفي وسفيان طوبال، وحسين جنيح عن "تحيا تونس".
وقال القيادي في التيار الديمقراطي غازي الشواشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ حزبه كان ينتظر أكثر، لكن التقدم الحاصل جيد، باعتبار أن عديد الأحزاب تراجعت، مبيناً أن الإشكال ليس في ذلك، بل في تشتت المشهد السياسي وكيفية تشكّل الأغلبية ومن سيمثل المعارضة.
وأوضح الشواشي أنّ هناك أطرافاً قد تكون في المعارضة، ولكن قد لا يكون هناك تنسيق بين الكتل، والإشكاليات التي ستبرز قد تكون في الأغلبية الحاكمة والمعارضة، مشيراً إلى أن النتائج الأولية تبعث على الحيرة، وقد تتطلب فترة طويلة لتشكيل حكومة والوصول إلى تفاهمات.
وأشار إلى أن "النهضة في المرتبة الأولى، وقد يجري التحالف رغم نفي كليهما لإمكانية أي تحالف، وفي حالة عدم التحالف ستصبح هناك صعوبة كبيرة في تشكيل أغلبية مريحة، وقد يتم الالتجاء إلى أحزاب كائتلاف الكرامة والبديل ومستقلين، ولكن الأغلبية هشة، والصورة غامضة"، مبيناً أن "المعارضة قد تكون أقوى من الأغلبية، وهذا لن يخدم المشهد ولا يمكن العمل، وبالتالي المشهد محير".
وبيّن الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، أن حزبه "راضٍ عن النتائج، لأنه عمل في ظروف صعبة"، مبيناً أنّهم "حققوا تقدماً واضحاً، مقارنة بما كانوا عليه في 2014".
وأضاف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ النتائج تبقى أولية في انتظار النتائج الرسمية التي ستعلنها هيئة الانتخابات.
وأكّدت رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، أنّها لن تتحالف مع حركة النهضة، وقالت في تصريح إعلامي إنّ حزبها سيصطف مع المعارضة، معتبرة أنّ "الدساترة (نسبة إلى الحزب الدستوري) عادوا من الباب الكبير إلى مجلس نواب الشعب"، مشيرة إلى أن "الدساترة سيكونون ممثلين لأول مرة منذ 2011 في برلمان بحزب يحمل اسمهم".
وأشارت إلى أن "الحزب مستعد لأن يكون في الحكومة القادمة، وأن يتحالف مع القوى الوسطية"، وأنه "بخلاف ذلك، لن يقبل بأن يكون جزءاً من الحكومة القادمة".
وقال حزب قلب تونس إن "ترتيب الحزبين الأوّلين متقارب جداً، وإنّ المعدّل الوطنيّ لا يعكس بدقّة عدد المقاعد التي أحرزتها الأحزاب فعليّاً، مستنكراً "محاولات النّيل من نزاهة الانتخابات والتأثير بنتائج عمليّة الفرز التي تجري الآن في مراكز الاقتراع".
وجدّد حزب قلب تونس ثقته المطلقة والكاملة بالهيئة العليا المستقلّة للانتخابات، معتبراً أنها الجهة الوحيدة المخوّلة لإعلان النتائج النهائيّة، داعياً أعضاء الحزب إلى الالتزام الهدوء، والاستعداد للدّور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة.