وقال نتنياهو، أمس السبت، في مؤتمر صحافي وصفه بأنه مؤتمر "طارئ لمنع سرقة الانتخابات"، إن "غانتس وأفيغدور ليبرمان يحاولان إلغاء قرار الناخب عبر تضليل الناخب".
وكرّر نتنياهو من خلال التلاعب بحقيقة عدم حصول معسكره على 61 مقعداً، الادعاء بأن الغالبية في إسرائيل منحته الثقة، وأن أصوات القائمة المشتركة للأحزاب العربية لا يمكن أن تكون شرعية لتشكيل حكومة قومية في إسرائيل، خاصة أن خصمه غانتس كان تعهد خلال المعركة الانتخابية بعدم تشكيل حكومة بالتعاون مع القائمة المشتركة، وأن ما يجري الآن هو خرق للتعهدات الانتخابية وخداع للجمهور.
وعاد نتنياهو وأعلن أنه تلقى عشية الانتخابات عرضاً من زعيم حركة "عوتصماة يهوديت" الكهانية، إيتمار بن غفير، بالسماح لليهود بالصلاة في باحات المسجد الأقصى مقابل انسحابه من الانتخابات، لكنه رفض ذلك كي لا يشعل الأوضاع في الشرق الأوسط.
في المقابل، وعلى أثر تصريحات نتنياهو، وتعرض زعيم "كاحول لفان"، الجنرال بني غانتس لمحاولة اعتداء عليه، قررت رئاسة الكنيست تعيين حراسة إضافية له. من جهته اتهم بني غانتس نتنياهو أمس، بصريح العبارة، بأنه على استعداد لتفجير حرب أهلية للفرار من المحكمة.
وقال غانتس إن نوابا في الكنيست يعيشون في حالة خوف، وكذلك الأمر بالنسبة لقضاة في إسرائيل، وإن "الاغتيال السياسي القادم، ينتظرنا على الناصية إذا لم نستيقظ" فيما يصمت نتنياهو عن عملية التحريض الدموية المنتشرة على منصات ووسائط التواصل الاجتماعي.
ورداً على تصريحات نتنياهو بشأن اعتزام تحالف "كاحول لفان" الاعتماد على أصوات القائمة المشتركة للأحزاب العربية، قال غانتس إن: "جميع الأصوات في إسرائيل متساوية، وإن نتنياهو يعرف ذلك جيداً".
واستذكر غانتس أن نتنياهو كان الشخص الذي جند كلاً من رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة وأحمد طيبي لتمرير انتخاب مراقب الدولة الجديد بأصوات نواب عرب. كما أن نتنياهو أرسل مستشاره السابق نتان إيشيل للتفاوض مع النواب العرب من أجل حل الكنيست، بعد انتخابات إبريل/نيسان في العام الماضي لتفادي تكليف بني غانتس بتشكيل الحكومة.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعية في إسرائيل، أمس، حملة تحريض منفلتة ضد قادة معسكر بني غانتس ونواب القائمة المشتركة للأحزاب العربية، من خلال نشر صور لهم جميعاً وهم يعتمرون الكوفية الفلسطينية، وهي صور أعادت إلى الأذهان التحريض الدموي الذي ساد إسرائيل عشية اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إسحاق رابين، وتمثل في حينه في محاولات اعتراض موكبه، ثم رفع لافتات وصور له وشمعون بيريز، تارة بزي نازي وتارة وهما يضعان الكوفية الفلسطينية بالطريقة المميزة التي كان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يضعها على رأسه.
في غضون ذلك، كشف مراسل الشؤون البرلمانية في الإذاعة الإسرائيلية، زئيف كام، صباح اليوم الأحد، النقاب عن أنه على الرغم من الحديث عن سيناريوهات لتشكيل حكومة أقلية بقيادة بني غانتس بالاعتماد على دعم من نواب القائمة المشتركة للأحزاب العربية، بدون نواب التجمع الوطني الديمقراطي، فإن قيادة "كاحول لفان" تواجه صعوبة داخلية، إذ يبدو أن اثنين من نواب التحالف على الأقل، وهم يوعاز هندل وتسفي هاوزر يعارضان أي حكومة على أساس دعم القائمة المشتركة للأحزاب العربية، وأنهم يفضلون السعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع "الليكود".
ويعني هذا عملياً تراجع إمكانية تشكيل بني غانتس، لا سيما أن هندل ووهاوزر وأوريت فركش هكوهين والجنرال غابي أشكنازي يسعون لتشكيل حكومة وحدة مع الليكود.