العراق: مليشيا تمنع مقاتلي العشائر من إدارة المناطق المحررة

03 نوفمبر 2015
الأهالي يخشون بقاء مليشيا الحشد (Getty)
+ الخط -
تصرّ مليشيا "الحشد الشعبي" على الإبقاء على سيطرتها على الأرض في بلدة بيجي بمحافظة صلاح الدين، بعدما تم تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، رافضة أن يكون هناك أيّ دور أو وجود لعشائر المحافظة، الأمر الذي يثير المخاوف أهالي المحافظة من ممارسات الحشد وانتهاكاتها، واستبدال احتلال (داعش) باحتلال المليشيات.

وكانت العشائر في محافظة صلاح الدين قد تلقت وعوداً من قبل الحكومة المركزيّة بأن يكون لها الدور في مسك الأراضي المحرّرة في عموم المحافظة، وأن تنسحب مليشيات الحشد منها.

وقال عضو مجلس عشائر محافظة صلاح الدين، عبد الله الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات الحشد تمسّكت من جديد بالأراضي في بيجي وبقيّة مناطق المحافظة، ورفضت أيّ وجود وأيّ دور لمقاتلي العشائر"، مبيناً أنّ "الحشد يشكّك بولاء العشائر في المحافظة".

وأضاف أنّ "وجود الحشد من جديد سيعيد الانتهاكات من أعمال السلب والنهب والاختطاف التي شهدتها المحافظة، ما يعني استبدال احتلال داعش باحتلال المليشيات".

وأشار إلى أنّه "قبل عدّة أيّام نفّذت مليشيات الحشد حملات اعتقال طاولت المئات من أبناء المحافظة، ولا يزال مصير أغلبهم مجهولاً حتى الآن، ما يعني أنّ سلوك المليشيات لم يتغير وأنّها تتعامل مع المحافظة بنفس استراتيجيتها القديمة".

من جهته، أكّد رئيس منظمة (الرائد) وهي منظمة مدنية لحقوق الإنسان، رائد أحمد، أنّ "عودة الحشد الى المحافظة تعني عودة انتهاكات حقوق الإنسان".

وقال أحمد لـ"العربي الجديد"، إنّ "منظمته رصدت خلال الفترة الماضيّة انتهاكات كبيرة للمليشيات في المحافظة، ما بين قتل وخطف واعتقالات وسرقة وسطو مسلّح وتفجير منازل وغيرها، وقدّمت ملفاتها إلى وزارة حقوق الإنسان العراقيّة، لكن من دون جدوى".

وأكّد أنّ "الحكومة لم تأخذ دورها الحقيقي في الوقوف بوجه تلك الانتهاكات"، وأنّ سكوتها على مسك الأرض من قبل المليشيات يعني اشتراكها معها وفسح المجال لها لارتكاب انتهاكات جديدة".

يشار إلى أنّ محافظة صلاح الدين تتخوّف من وجود المليشيات بشكل كبير، بعدما ارتكبت انتهاكات كبيرة في المحافظة عقب معركة تكريت التي نفّذت قبل عدّة أشهر.

اقرأ أيضاً العبادي يرد على البرلمان العراقي: مستمرون في الإصلاحات
المساهمون