وتحولت الجلسة التي عرفت حضور قادة أحزاب مغربية وأخرى دولية، إلى ساحة للتشابك بالأيدي وتبادل اللكمات والملاسنات، بين مؤيدي عبد الحكيم بنشماس، الأمين العام للحزب، ومعارضيه في تيار "المستقبل" بزعامة عبد اللطيف وهبي، بعد أن انتفض عشرات المؤتمرين في وجه سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، حين كان يهم بإلقاء كلمته، مرددين شعارات تطالب برحيله.
احتجاجات كانت كافية لتفجر الوضع في مركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة، ومعه المؤتمر الرابع لحزب "البام"، بعد أن انبرى مؤيدون لرئيس اللجنة التحضيرية، المحسوب على تيار "المستقبل"، لنصرته بالاشتباك مع خصومهم السياسيين. فيما لم يجد ضيوف المؤتمر وقياديون في الحزب، أمام حالة الفوضى التي سادت، غير مغادرة قاعة جلسة الافتتاح.
وفي الوقت الذي استمر فيه الاحتقان بين مؤيّدي تيار "الشرعية" بزعامة الأمين العام للأصالة والمعاصرة، ومؤيدي تيار "التغيير" بقيادة عبد اللطيف وهبي، أحد المرشحين في سباق الأمانة العامة للحزب، داخل قاعة المؤتمر وفي جنبات مركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة، لأكثر من ساعتين، مكّنت مبادرة من أمين الحزب من تجاوز مأزق انفجار المؤتمر، بعد أن عمد إلى تهدئة الأجواء ودعوة منافسيه إلى تجاوز ما وقع واستئناف الأشغال.
إلى ذلك، اعتبر عبد الواحد الزيات، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع، في حديث مع "العربي الجديد"، أن ما وقع من أحداث "مؤسف وغير مشرف بالنسبة للحزب"، ملقياً باللائمة على الارتباك والأخطاء التي وقع فيها من تكلف بالتحضير للمؤتمر.
ويعيش حزب الأصالة والمعاصرة المغربي، بمناسبة مؤتمره الحالي، أصعب امتحان منذ ميلاده في عام 2008، على يد فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق لدى وزارة الداخلية، والمستشار الحالي للعاهل المغربي، محمد السادس، جراء أزمة داخلية غير مسبوقة في تاريخه، منذ 18 مايو/ أيار الماضي، بين تيار "الشرعية" بزعامة الأمين العام للحزب، وتيار "المستقبل"، وصل صداها إلى ردهات محاكم المملكة.
وبرأي المراقبين، فإن مؤتمر "البام" المرتقب أن يستمر إلى 9 فبراير/ شباط الحالي، وإن كان يبدو عادياً في شكله، بيد أن ما رافق التحضير له من صراعات وتجاذبات يجعله استثنائياً في مدخلاته ومخرجاته المرتقبة التي قد تضعه في مفترق طرق ينعكس سلباً على وحدته وقوته في المشهد الحزبي المغربي لما بعد تشريعيات 2021.