معارك الفلوجة تتصاعد.. والحرس الثوري يدفع بقوات إضافية

04 يونيو 2016
المعارك العنيفة تحتدم في محيط المدينة (Getty)
+ الخط -
تصاعدت المعارك الدائرة في محيط مدينة الفلوجة بشكل كبير في الساعات الأخيرة، سواء في وتيرة القصف أو في الاشتباكات المباشرة بين الجانبين، خصوصاً على محوريها الشمالي والجنوبي، في الوقت الذي أكدت مصادر عسكرية عراقية رفيعة، لـ"العربي الجديد"، وصول قوات إضافية من الحرس الثوري الإيراني إلى محوري النعيمية والجامعة، جنوباً، ومنطقة حي الشهداء من ناحية الصقلاوية شمالاً.

وقال مراسل "العربي الجديد"، المتواجد في جنوب المدينة، إن هجوماً جديداً للقوات العراقية والمليشيات بدأ، في تمام الساعة الرابعة والنصف من عصر اليوم بتوقيت بغداد، وما زال مستمراً، حتى الآن، وسط قصف صاروخي عنيف طاول غالبية أحياء الفلوجة السكنية، شنته مليشيات "الحشد الشعبي".

وأوضح المراسل أن الجيش والمليشيات تسعى للسيطرة على جسري التفاحة ومنطقة الجميلة في النعيمية، وصولاً إلى أول أحياء الفلوجة الجنوبية (الشهداء والجبيل)، مؤكداً أن المعارك تجري حالياً على بعد 3 كيلومترات من حدود أسوار المدينة.

وبيّن أن ما لا يقل عن 30 من عناصر المليشيات والشرطة ووحدة التدخل السريع قتلوا في المعارك الجارية، حتى الآن، فيما لم يعرف خسائر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حتى الآن.

من جهته، أكد مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد"، وصول قوة جديدة من الحرس الثوري الإيراني إلى مشارف الفلوجة قادمين من بغداد. ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن القوة الجديدة تابعة لفيلق القدس اندمجت مع مليشيا الخراساني وحزب الله وبدر وعلى شكل مجاميع صغيرة، للدعم وتكثيف خطوط النار، على حدّ وصفه.

من جانب آخر، وصف مراسل "العربي الجديد"، مشهد مدينة الفلوجة إنه عبارة عن كتلة من الدخان والنار تتصاعد بفعل القصف، مبيناً أن توجيهات رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بوقف القصف الصاروخي على أحياء المدينة المكتظة بالسكان لم تلق أي تجاوب من تلك المليشيات.


وفي السياق ذاته، أشارت مصادر داخل المدينة إلى مقتل 9 مدنيين، بينهم سبعة من عائلة واحدة، جراء القصف، عصر اليوم، على الفلوجة، وقالت إن عائلة أحمد الزوبعي، وهو مدرّس فيزياء، قتلت بالقصف مع اثنين من الجيران، مبينة أن "من بين القتلى ثلاثة أطفال وأمهم".

فيما أكدت مصادر عسكرية، من ضمنها ضباط بمحيط الفلوجة، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات العراقية تسعى لدخول المدينة قبل رمضان". ووفقاً للمصادر نفسها، فإنه تم زج الآلاف من القوات إلى ساحة المعركة لهذا الهدف، مرجحةً دفع المزيد من قوات الحرس الثوري لهذا السبب.

وشاهد مراسل "العربي الجديد" العشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني وهم يتجمعون قرب منطقة "الخمس بيوت"، على الطريق السريع الرابط بين بغداد والفلوجة، (20 كيلومتراً شرق الفلوجة).

وبيّن أن قيادات من مليشيات الحشد كانت في انتظار قوات الحرس الثوري لاستقبالهم، لافتاً إلى أن تواجد الحرس الثوري، منذ البداية، كان مع مليشيات "الحشد"، وبمعزل عن القوات النظامية.

وفي الأثناء، قال قائد "منظمة بدر" أحد أبرز فصائل "الحشد الشعبي"، هادي العامري: "لن ندخل الفلوجة ما دام فيها عائلات". وعند سؤاله عما سيحدث إذا تمكن المدنيون من الفرار من المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد، قال العامري "بالتأكيد سندخل ونطهر المدينة من شر هذه الغدة السرطانية ولا يمنعنا أحد". وتحدث العامري للصحافيين أثناء تجوله في إحدى جبهات القتال قرب الفلوجة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية.