العراق: قتال في المربع الأخير بالموصل والموت يهدد آلاف المدنيين

07 يوليو 2017
الموت يهدد آلاف المدنيين في الموصل (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من مرور أسبوع كامل، على إعلان القوات العراقية سيطرتها على جامع النوري ومنارة الحدباء في المدينة القديمة بالجانب الأيمن للموصل، إلا أنّ القتال بينها وبين تنظيم "داعش" لا يزال محتدماً في المناطق المتبقية تحت سيطرة التنظيم، والتي تقدر بأقل من كيلومتر واحد، فيما حذّر ناشطون من أنّ الموت يهدد آلاف السكان المحاصرين بسبب القصف الحكومي.

وقال مصدر في قيادة عمليات الجيش في نينوى، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ القوات العراقية تحاول التقدم في بقية أجزاء المدينة القديمة للموصل، للوصول إلى الضفة اليمنى لنهر دجلة، مؤكداً أنّها اصطدمت بمقاومة عنيفة من قبل عناصر "داعش" الذين استخدموا الانتحاريين والعبوات الناسفة والأسلحة المتوسطة والخفيفة خلال دفاعهم عن آخر معاقلهم في المدينة.

وأشار المصدر إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الشرطة الاتحادية العراقية، لافتاً إلى استعانة القوات العراقية بالطيران المروحي، والذي قصف المناطق التي ما زالت تحت سيطرة "داعش" بشكل مكثف خلال الساعات الماضية.

وتسببت معارك الليلة الماضية في مقتل آمر الفوج الأول بقوة الرد السريع، المقدم حميد محمد، بحسب المصدر، موضحاً أنّ معارك عنيفة تدور الآن في مناطق الميدان والشهوان وسوق الصاغة في الموصل القديمة.


في غضون ذلك، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان علي الحمداني، إنّ قرابة 30 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل مناطق الموصل القديمة غير المحررة، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أنّ المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال يواجهون خطر الموت، "بسبب الحصار الذي يفرضه عليهم تنظيم "داعش" من الداخل، فضلاً عن القصف المكثف للقوات العراقية التي تهدف لحسم المعركة بشكل سريع، دون التفكير بمصير السكان المحاصرين".


ورأى الحمداني أنّ "لا أحد يريد لمأساة الموصل أن تتوقف"، منبّهاً من أنّ "الموت يهدد آلاف المدنيين، في الوقت الذي ما تزال فيه جثث آخرين مرمية في شوارع المناطق المحررة، وبعضها دفن في الساحات العامة وحدائق المنازل".

وأشارت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي، في بيان، إلى وجود نحو 20 ألف مدني محاصر في الموصل القديمة، موضحة أنّ حالة المدنيين "يُرثى لها".

وأضافت "نحن نرى صوراً مزعجة جداً لأشخاص حُرموا من الطعام لفترات طويلة، ويبدون في حالة إرهاق شديد"، محذرة من أنّ "المدنيين في خطر شديد جراء القصف ونيران المدفعية المتبادلة".

ولفتت إلى أنّ "مجاميع "داعش" ما زلت تستهدف المدنيين بشكل مباشر إذا حاولوا المغادرة"، مشيرة إلى وجود 44 حيا سكنيا في الساحل الأيمن للموصل، 6 منها دُمّرت بالكامل، و22 بشكل متوسط، و16 بشكل طفيف.