مقتل عميد في الحرس الثوري الإيراني بمعارك حلب

09 مايو 2016
إيران تواصل عدّ قتلاها في سورية (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت كتائب المعارضة السورية، صباح اليوم الإثنين، مقتل عميد في الحرس الثوري الإيراني خلال معارك خان طومان في ريف حلب الجنوبي.


وقال "جيش السنة"، وهو أحد الفصائل المنضوية في "جيش الفتح" على حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن "عميداً في الحرس الثوري قتل خلال معارك ضد جيش الفتح، في ظل صمود أسطوري، على الرغم من 57 غارة روسية يوم أمس".

من جهتها، نقلت مواقع إيرانية، أن الضابط في الحرس الثوري الإيراني، جواد الله كرم، قد قتل في سورية خلال اشتباكات ضد مجموعات مسلحة، وأفادت المواقع ذاتها أن كرم كان من عسكريي كتيبة "أنصار المهدي 223" والتابعة لدائرة الحرس في العاصمة طهران، إذ ذهب إلى سورية "للدفاع عن مرقد السيدة زينب في العاصمة دمشق ضد تهديدات المجموعات الإرهابية"، حسب وصف المواقع.

يأتي هذا الخبر، بعد تأكيد إيران رسمياً مقتل 13 مستشاراً عسكرياً خلال مواجهات عنيفة في خان طومان الواقعة بالقرب من حلب شمالي سورية، قبل أيام قليلة، فضلاً عن إصابة 21 شخصاً وأخذ بعض العسكريين كرهائن.

وعلق بعض المسؤولين الإيرانيين على هذه التطورات الميدانية، فتوعد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري، محسن رضائي، بـ"الانتقام لقتلى خان طومان".

من جهته أشار أمين مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، إلى أن بلاده اعتبرت أن في قرار وقف إطلاق النار هذا ثغرات عدة، وهي التي تم استغلالها في خان طومان، مضيفاً أن هذا القرار تم دعمه دولياً وإقليمياً من بعض الأطراف الفاعلة لتعيد ترميم هيكلة المجموعات التي تقاتل ضد النظام في سورية.

وكان المسؤول في الإعلام العسكري لحركة أحرار الشام الإسلامية، أبو اليزيد تفتناز، قال لـ"العربي الجديد" أمس، إن قوات النظام والعناصر الموالية لها تكبدت خسائر كبيرة في معارك حلب خلال تصدي المعارضة لها لليوم الثالث على جبهة خان طومان.

وكشف عين الله تبريزي، القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، مقتل 1200 مقاتل إيراني في سورية منذ عام 2012، حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (غير حكومية).

وقال تبريزي، الذي كان أحد قادة "حرس كربلاء" في مازندران (محافظة شمالي إيران)، التابع للحرس الثوري الإيراني، إنه "استشهد 1200 محارب لنا في سوريا خلال 4 سنوات".

وتطرق تبريزي في حديثه، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول"، إلى الصعوبات التي تواجهها إيران في سورية، قائلًا: "إن لم نحارب داعش في الأراضي السورية، سنضطر لمحاربته على حدود كردستان".

وكان موقع "عصر إيران" على الإنترنت، المقرب من الرئيس حسن روحاني، قد ذكر، السبت الفائت، أن ما بين 20 إلى 50 جنديًا إيرانيًا قتلوا في كمين نصبته المعارضة السورية لوحدة عسكرية مؤلفة من 100 جندي، تابعين للحرس الثوري، في منطقة "خان طومان" جنوب غربي حلب، فيما أعلن الحرس الثوري في بيان له مقتل 13 عسكريًا وإصابة 21 آخرين في الاشتباكات.

في سياق الشأن السوري، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسين جابري أنصاري، خلال مؤتمر صحافي عقده، اليوم الإثنين، إن "التطورات الميدانية على الأرض في سورية تنقل أن مجموعات المعارضة لم تلتزم بوقف إطلاق النار".

وأضاف أنصاري أن طهران وموسكو على تواصل دائم، إذ بحث مسؤولون من كلا البلدين تطورات الوضع أخيراً، وأعرب عن احتمال مشاركة بلاده خلال مفاوضات قادمة حول الأزمة السورية في فيينا، قائلاً إن هذا الموضوع مازال قيد الدراسة، وذكر أن الاتصالات مازالت مستمرة بين الأطراف الفاعلة لعقد اجتماع أصدقاء سورية.

ورأى أنصاري أن بلاده تدعم الحوار بين الأطراف السورية، كما تقف مع الخيار السياسي للخروج من هذه الأزمة، قائلاً إن السوريين وحدهم هم من يحددون شكل مستقبلهم. 

ويعتبر الحرس الثوري الإيراني أحد أركان القوة العسكرية في إيران وتم تشكيله بقيادة روح الله الخميني سنة 1979.


وقد أعلنت إيران عن إرسال مستشارين عسكريين إلى سورية بغرض الوقوف إلى جانب الجيش النظامي السوري، ونفت مصادرها الرسمية أن يكون لديها مقاتلين هناك، فيما أعلن الحرس عن رفع عدد مستشاريه بالتزامن وبدء توجيه ضربات جوية روسية لمواقع في سورية.

وأعلنت البلاد أيضا قبل نحو شهر من الآن عن إرسال  مستشارين من القوات الخاصة التابعة للواء 65 والتابع بدوره للقوات البرية في الجيش إلى سورية.