وكانت تقارير صحافية إسرائيلية لمحت إلى أن البرنامج الانتخابي لغانتس قد صيغ بدقة شديدة بهدف نقض ودحض ادعاءات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن حزب غانتس هو حزب يساري سيعيد إسرائيل إلى مرحلة أوسلو ومرحلة الانسحابات من الأراضي الفلسطينية.
وبحسب الصحيفة، فقد بذل واضعو البرنامج الانتخابي جهدا كبيرا لتفادي هروب أصوات من اليمين الإسرائيلي، وذلك من خلال إخفاء أي إشارة لطرح يؤيد إقامة دولة فلسطينية والاستعاضة عن ذلك بتعزيز ما يقبل به اليمين الإسرائيلي من تأكيد رفض أي انسحاب أحادي الجانب، وتحديد موقف رافض للانسحاب من أربع مناطق (استراتيجية) هي الكتل الاستيطانية، وغور الأردن، وهضبة الجولان السوري والقدس المحتلة، واعتماد تعبير السعي لاستنفاد كل جهد للمفاوضات للتوصل إلى تسوية عبر مؤتمر إقليمي يدفع نحو الانفصال عن الفلسطينيين".
ووفقا للصحيفة، فقد كرر الجناح اليميني في القائمة أنه لا يوجد احتمال أو إمكانية حالية لإقامة دولة فلسطينية حالية ولذلك: "اخترنا برنامجا براغماتيا".
إلى ذلك، يتضح أن الحزب وخلافا لتعهدات سابقة من الجنرال غانتس، لن يسعى لإلغاء قانون القومية اليهودي وسيكتفي بإدخال تعديل يشمل عبارة حق المساواة.
وتشير هذه النقاط التي نشرتها "يديعوت أحرنوت" إلى حقيقة كون الحزب يمينياً في مواقفه وتوجهاته بالرغم من ادعائه أنه حزب وسط "يخاطب اليمين"، وهو ما يعزز حقيقة أن المنافسة الحقيقية في الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في التاسع من أبريل/نيسان تجري بين معسكر اليمين نفسه في ظل انهيار معسكر اليسار الذي لم يعد يمثله في الخارطة ،السياسية الإسرائيلية سوى حزبي العمل وميرتس، اللذين لن يحصلا، بحسب الاستطلاعات على أكثر من 12 مقعدا، ونحو مثلهما للقائمتين العربيتين: قائمة الجبهة والعربية للتغيير، وقائمة التجمع والحركة الإسلامية.
وبالرغم من أن قائمة "كاحول لفان" بقيادة غانتس، تحصد وفق آخر الاستطلاعات، بين 35-38 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، إلا أنها لا تزال غير قادرة على تشكيل ائتلاف حكومي بديل، ما لم تتمكن من اختراق صفوف اليمين وتجنيد تأييد أحزاب من اليمين الإسرائيلي تضمن وصول غانتس إلى ائتلاف من 61 مقعداً، لا يشمل ممثلي القائمتين العربيتين، حيث أعلن غانتس وأقطاب قائمته أنهم لن يتحالفوا مع الأحزاب العربية ولا حتى من أجل بناء "تكتل تقني" من 61 مقعداً يمنع تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة.
وأعلن الرجل الثاني في القائمة، يئير لبيد مرار أنه لن يتحالف مع الأحزاب العربية لتشكيل كتلة مانعة، وأن أي اتصال سيكون لحزب الليكود. ويشير هذا الواقع إلى أن حزب غانتس سيبقى منزوع القدرة على تشكيل حكومة بديلة، على الأقل خلال المعركة الانتخابية، بفعل خوف أحزاب اليمين الصغيرة من إعلان موقف مناهض لنتنياهو خوفا من أن يؤثر ذلك على قوتها الانتخابية في حال تم ربطها حاليا بالجنرال غانتس، أو كشفت عن أوراقها التفاوضية لمرحلة مع بعد إعلان نتائج الانتخابات وبدء المشاورات الحزبية للتوصية على مرشح تشكيل الحكومة عند رئيس الدولة.
ولا يستبعد أن تغير بعض الأحزاب، مثل اليمين الجديد بقيادة نفتالي بينت، وكولانو بقيادة موشيه كاحلون موقفها المعلن حاليا بدعم نتنياهو، بعد اجتيازها نسبة الحسم في الانتخابات والاتجاه إلى ترشيح الجنرال غانتس لتشكيل الحكومة القادمة في حال كان بمقدورها مع غانتس تشكيل حكومة دون الاستناد لأصوات القائمتين العربيتين.