تأخذ حدّة الخلاف بين رئيس الحكومة حيدر العبادي ومليشيات "الحشد الشعبي" منحى خطيراً، مع تصاعد حملة التأليب الشعبي التي يقوم بها قادة مليشيات "الحشد" ضده، بينما حذّر مسؤولون من خطورة هذا التوجه.
وقال القائد في مليشيات "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين، إنّ "ما يجري في البصرة أمر مؤسف، وهو دليل على الفشل الحكومي الواضح"، مؤكداً أنّ "السفارة الأميركية تقف وراء عمليات التخريب والحرق في المحافظة، ونمتلك معلومات كاملة عن الأوضاع فيها ومن يدير الأوضاع في البصرة، وسنقدم الأدلة والمعلومات عن تورط القنصلية الأميركية في البصرة".
وكشف عن "توتر علاقة الحشد برئيس الحكومة حيدر العبادي، طيلة الفترة السابقة"، مؤكداً "طلبنا من العبادي مراراً وتكراراً تخصيص رواتب لمقاتلي الحشد، ولم ينفذ حتى اللحظة، وتم اتهامنا بوجود فضائيين في الحشد".
وأشار إلى أنّ "أميركا تصر بشكل عجيب على تولّي شخص واحد رئاسة الحكومة في العراق"، مبيناً أنّ "هذا الإصرار والتهديد الذي تمارسه واشنطن لم يحصل حتى أيام الاحتلال".
وشدّد على أنّ "واجب الحشد هو حماية العملية السياسية، وأنّها (الحشد) والجيش وبقية الأجهزة الأمنية يد واحدة للمحافظة على وحدة العراق".
وتابع "ضرب مقرات الحشد في البصرة وحرق صور الشهداء، جاء بتوجيه من قبل جهات معينة، حيث منعنا التعرض لمتظاهرين"، مشدداً على أن "الحشد لن ينجرّ إلى حرب داخلية، وعلى الجهات المعنية تحمّل المسؤولية".
ودعا الحكومة إلى "تحديد موقفها من تواجد قوات التحالف الدولي في الوقت الحاضر"، مضيفاً "أبلغنا الحكومة بشكل رسمي بعدم حاجة العراق إلى تلك القوات".
ورأى أنّ "الحكومة المحلية في البصرة عاجزة عن توفير الخدمات بسبب التخصيصات المالية".
من جهته، قال عضو في تحالف "النصر"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أبو مهدي المهندس وهادي العامري وقادة الحشد أصبحوا اليوم خصوماً سياسيين للعبادي، وكل ما يدلون به هو مساع للتسقيط السياسي وتحقيق المكاسب"، مبيناً أنّ "تصريحات المهندس خطيرة جداً، وقد تكون لها تداعيات ومحاولات لجر الحشد إلى الصراع السياسي".
وأكد "يجب أن يوضع حد لمحاولات جر الحشد إلى الخلاف السياسي، ومحاولة استغلال أحداث البصرة في تأليب الشارع العراقي على الحكومة"، مشدداً على ضرورة أنّ "يحاسب قادة الحشد على تصريحاتهم التي تدفع نحو التمرد على الحكومة".
يأتي ذلك في وقت اتخذ فيه العبادي إجراءات مشددة لتطويق مليشيات "الحشد" ومنع أي تحرك لها خارج عن أوامره.
في غضون ذلك، حذّرت السفارة الأميركية في العراق، رعاياها في البصرة.
وقالت السفارة في بيان صحافي إنّ "الاحتجاجات في البصرة تحولت إلى عنف، مما أدى إلى مقتل وإصابة بعض المتظاهرين وقوات الأمن"، داعية موظفي حكومة الولايات المتحدة في البصرة عموماً إلى "تجنب التحرك في أي منطقة يمكن أن تحدث فيها التظاهرات، بما في ذلك الأعمال المركزية في المحافظة".
يشار إلى أنّ الأوضاع السياسية في العراق مرتبكة للغاية، في ظل الصراع على الفوز بتشكيل الحكومة، واشتداد أزمة محافظة البصرة، الأمر الذي يترك الباب مفتوحاً أمام خيارات مختلفة.