العراق: تحذيرات من استغلال مطاردة خلايا "داعش" لخدمة أجندات سياسية

02 فبراير 2019
مليشيات "الحشد" تمنع أهالي المناطق المحررة من العودة(Getty)
+ الخط -
على نحو متسارع يتم الإعلان في العراق، عن حراك لخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي لاختراق بلدات محصنة أمنياً، كبلدة جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل (جنوب)، وسط تحذيرات من مغبة هذا الحراك، بينما أكّد مسؤولون وجود محاولات لاستغلال مسمّى "خلايا داعش" لتحقيق أجندات سياسية معينة.

ونشطت أخيراً خلايا التنظيم، في المحافظات التي تم تحريرها (الموصل، الأنبار، صلاح الدين، ديالى، كركوك) حصراً، ولجأت تلك الخلايا إلى المناطق الصحراوية، والبساتين، محاولة التحصن فيها، والتحرك بين فترة وأخرى لتنفيذ أعمال عنف في المناطق القريبة من الصحراء، بينما لم يخرج نشاط التنظيم خارج إطار تلك المحافظات.

وأعلنت مليشيات "الحشد الشعبي" التي تحكم سيطرتها على بلدة جرف الصخر، عن "حراك لتنظيم داعش لاختراقها من جديد"، وتؤكد المؤسسات الإعلامية التابعة لـ"الحشد"، أنّ "التنظيم يهدّد بلدة جرف الصخر، ويحاول العودة لها".

وأشارت إلى أنّ عناصر "الحشد" أحبطوا، أمس الجمعة، محاولة لتسلل عدد من عناصر التنظيم إلى داخل البلدة من محورها الشمالي (بغداد)"، مؤكّدة أنّ "وجود عناصر الحشد منع من دخول العناصر للبلدة".

من جهته، قال النائب عن مليشيات العصائب، أحمد الكناني، في تصريح صحافي، إنّ "الخلايا النائمة في بلدة جرف الصخر، لا تهدّد البلدة فحسب، بل تهدد أربع محافظات جنوبية (واسط والقادسية وكربلاء وبابل)"، مشدّداً على "ضرورة تكثيف التواجد الأمني فيها لضبطها، ومنع أي عمليات إرهابية فيها".

وأكد أنّ "وجود الحشد ضروري جداً في هذه المناطق، ولا يمكن تركها لعناصر التنظيم".

بينما أشار النائب عن تحالف "البناء"، رعد الجبوري، إلى أنّ "الفكر الإرهابي موجود في بلدة جرف الصخر منذ تسعينيات القرن الماضي"، مشدّداً على أنّ "تحرير البلدة يعد كسراً للعمود الفقري لتنظيم داعش".

وقال، في حديث متلفز، إنّ "جرف الصخر تمثّل مسألة حياة أو موت بالنسبة لداعش".

وفي الوقت الذي عدّت تلك التصريحات مستغربة، أكد مسؤولون أنّها خطوة لقطع الطريق أمام محاولات إعادة العوائل النازحة إلى البلدة. وقال مسؤول محلي في بابل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بلدة جرف الصخر آمنة جداً، وهي من أكثر البلدات تحصيناً أمنياً، وأنّ الحديث عن عودة داعش لها أمر مخالف للواقع".

وأكّد المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أنّ "هذا الترويج لعودة داعش، يأتي متزامناً مع حراك لوجهاء وشيوخ المحافظة، الذين يحاولون إعادة النازحين من أهالي جرف الصخر إلى بلدتهم، والذين منعتهم الحشد من العودة"، مبيناً أنّ "فصائل الحشد أعادت انتشارها خلال اليومين الأخيرين، بأطراف وداخل البلدة، بشكل مكثّف لمنع أي عودة فيها".

وأشار إلى أنّ "العوائل النازحة أصيبت بخيبة أمل إزاء ذلك، وأدركت أنّ عودتها، باتت مستحيلة في ظل حراك الحشد"، محذراً من "مغبة استغلال مسمى (خلايا داعش) لتحقيق أجندات سياسية معينة".

وتعد بلدة جرف الصخر، من البلدات الصغيرة شمالي محافظة بابل، وقد تم تحريرها منذ نحو أربع سنوات، إلّا أنّ فصائل "الحشد" سيطرت عليها، ومنعت أهلها من العودة حتى اليوم.

المساهمون