في 16 نيسان/ أبريل الجاري، انطلقت تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015، وهي تضاف إلى تظاهرات كبرى سابقة أقامتها الجزائر بعد انقضاء "العشرية السوداء".
من حيث الفكرة، لا ينكر أحد أهمية تكريس مثل هذا التقليد مع المدن الجزائرية، فهي من هذه الزاوية تمثل استثماراً في الأبعاد الثقافية المتنوعة التي تزخر بها؛ لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يمكن أن تضيفه التظاهرة للحياة الثقافية الراكدة في الجزائر؟ وما الذي سيستفيده المثقف الجزائري منها في المدى القصير والبعيد؟
منذ سنوات عاشت الجزائر تظاهرات مماثلة، لكنّ آثارها لم تظهر على يوميات الثقافة وعلى حياة المثقف، بل إن المواطن في ولايات أخرى لا يكاد يشعر بأنّ هناك تظاهرة ثقافية كبرى، باستثناء ما يشاهده من صور شحيحة في نشرات الأخبار، أو ما يقرأه من تغطيات في الصحف.
سنتساءل عن المستفيد الحقيقي من ذلك الريع الثقافي؟ طبعاً لا الكتاب ولا المثقف، والسبب أنّ كل تظاهرة من السابقات انشغلت بترويج سياسة النظام وصورته أكثر مما انشغلت بسؤال الثقافة.
بمعنى آخر، هي تظاهرات خالية من سياسة واستراتيجية ثقافيتين واضحتين ومدروستين بشكل يجعل من التظاهرة فضاء لتنمية الثقافة الوطنية ودعماً للمثقفين، خاصة أولئك الذين ظلوا على هامش الحياة الثقافية بسبب ظلم الجغرافيا وجور السلطة.