نواف الرشيد.. لن يكون الأخير

14 يونيو 2018
(نواف الرشيد)
+ الخط -
طالبت منظمةُ "هيومن رايتس ووتش" السعودية، أمس، الكشف عن مكان وظروف اعتقال الشاعر نواف الرشيد، الذي يحمل جنسيتين قطرية وسعودية، وجرى ترحيله من الكويت إلى المملكة في 12 أيار/ مايو الماضي، ومن ذلك الوقت لم تتمكن عائلته من التواصل معه.

وكان الرشيد (29 عاماً)، دخل إلى الكويت بجوازه القطري تلبية لدعوة شاعر آخر هو عبد الكريم الجباري، لكنه اعتقل أثناء مغادرته عائداً إلى الدوحة. وبعد ترحيله بثلاثة أيام، نشرت وزارة الداخلية الكويتية تغريدتين على الحساب الرسمي في تويتر تصرح فيها أن الاعتقال تم بناء على طلب من السعودية وضمن شروط الاتفاقيات الأمنية بين البلدين، دون أن تقدم أي تبريرات قانونية لاعتقاله وترحيله.

بدورها أكدت الأكاديمية والمحللة السياسية والكاتبة مضاوي الرشيد أن نواف أكاديمي وشاعر وليس مسيّساً بأي شكل، واعتبرت أن هذه محاولة سعودية لتوريط الكويت في أخذ موقف من قطر وأن تخرج عن الموقف السلمي الذي تأخذه حيال الحصار والمقاطعة التي تفرضها بعض بلدان الخليج على الدوحة، وقالت الرشيد "الموقف أكبر من نواف ونتمنى له السلامة"، و"أنه رمز لما يحدث من قمع يستشري والذي طال كثيراً من الأشخاص"، مضيفة أنه "ليس الأول ولن يكون الأخير"، في إشارة إلى حادثة اغتيال والده.

نواف هو ابن الشاعر طلال الرشيد من زوجته سميرة النعيمي، وقد جرى اغتيال والده عام 2003 في الجزائر، أثناء رحلة صيد في ولاية الجلفة، وبحسب رواية مرافق والده في تلك الرحلة، فقد جرى قطع طريق سيارة الرشيد الأب وانهمر الرصاص وقتل هو واثنين ممن كانوا معه وأصيب البقية، وكان نواف معه في رحلة الصيد هذه لكن الأقدر شاءت أنه لم يرافق والده في ذلك المشوار الأخير. وقد رجحت روايات مختلفة أن السبب في اغتيال الرشيد سياسي؛ ويعود إلى تاريخ مركب له علاقة بآل الرشيد، الذين سبق حكمهم حكم آل سعود، وشعبية الشاعر التي ازدادت في آخر سنوات حياته، إلى جانب قصيدته "صغير" التي انتقد فيها آل سعود.

من جهة أخرى، كان مثقفون وقانونيون وحقوقيون كويتيون قد اعتصموا في أيار/ مايو الماضي احتجاجاً على تسليم الرشيد إلى السعودية بهذا الشكل، وقال أستاذ القانون عبيد الوسمي خلال الاعتصام إن "ما حدث اعتداء على سيادة الكويت" وليس فقط على الرشيد.

بدورها قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتش ووتش" سارة ليا ويتسن في بيان حول القضية "هذا الترحيل أفظع مما نتصوّر لأنه في وقت تشن فيه حكومة محمد بن سلمان حملة دون رادع، وتحبس المعارضين وناشطات حقوق المرأة في السعودية".

في الوقت نفسه، نشر الحساب السعودي الشهير "مجتهد" على تويتر أن "الرشيد يتعرض إلى ضغوط ليصدر بياناً يقول فيه إنه عاد إلى وطنه بإرادته، ويهاجم قطر وسياستها"، وكشف "مجتهد" أن الأمير الذي ينتمي إلى عائلة الرشيد أمراء حائل قبل أن يدخل آل سعود إلى الجزيرة العربية، قد احتجز في الرياض ثم نقل إلى جدة.

يذكر أن السلطات السعودية اعتقلت خلال الشهر الماضي 17 ناشطاً وناشطة في حقوق المرأة، أفرجت عن ثمانية منهم، أما من ظلوا فلم يُسمح لهم بالاتصال بمحام أو التواصل مع عائلاتهم منذ تاريخ 15 أيار/ مايو الماضي.

المساهمون