هموم شعرية: مع عاشور الطويبي

12 ابريل 2018
(عاشور الطويبي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع شاعر عربي في علاقته مع قارئه وخصوصيات صنعته ولا سيما واقع نشر الشعر العربي المعاصر ومقروئيته. يقول الشاعر الليبي عاشور الطويبي في حديثه إلى "العربي الجديد": "لم يتحرّر الشعر العربي من جبروت لغته".


■ من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعراً مقروءاً؟
في سبعينيات القرن الماضي، عندما بدأت الكتابة والنشر، كنتُ أطمع في قرّاء بأعداد كبيرة، قرّاء يستطيعون وضع أيديهم على منتجي وتميّزي، ثم تبيّن لي أنّي طمّاع ومغفّل، فلا فائدة من السعي وراء قارئ، ولا فائدة من أن أكون متميزاً. الآن يكفيني أن أستمتع بما أقرأ وبما أكتب. أعتقد أني شاعر يقرأه عدد قليل من الشعراء.


■ كيف هي علاقتك مع الناشر، هل لديك ناشر وهل هو الناشر الذي تحلم به لشعرك؟
علاقتي مع النشر والناشرين، علاقة ليست جيدة. معظم الناشرين تدفع لهم لينشروا لك، وهم لا يتحمّسون لنشر الشعر، فالشعر بضاعة كاسدة. وأنا لم أدفع مقابل نشر مجموعاتي الشعرية ما عدا مجموعة واحدة منذ عقدين، ثم شعرت بعدم صواب هذا، فلم أدفع لناشر بعد ذلك.


■ كيف تنظر إلى النشر في المجلات والجرائد والمواقع؟
بعد الفيضان الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، لم يعد صعباً حجب نصوص الكتّاب بغض النظر عن القيمة. كما صارت المدوّنات والمجلات الثقافية على قفا من يكتب. معظم ما نشرته كان في موقع ومجلة كيكا. أنا كما يقال، صاحب عِشرة، أفضل النشر في كيكا. قمت بنشر بعض الأعمال في مجلات أخرى لكنها قليلة ولم أستمر في ذلك لأسباب عديدة.


■ هل تنشر شعرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف ترى تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون شعرهم على وسائل التواصل؟
أحياناً أنشر بعض نصوصي على صفحتي في فيسبوك وهي صفحة ليست عامة.


■ من هو قارئ الشعر العربي اليوم في رأيك؟
قرّاء الشعر العربي كثيرون، لكل نوع شعري قرّاؤه. يبدو لي أن أغلب القراء شعراء. وهذا أمر جميل. ليس على كل الشعر المكتوب أن يكون 10/10. المهم فعل الكتابة وفعل الاستمتاع. وكل يأخذ بقدره. أحيانا ينتابني إحساس بأن ما أنتج وما ينتج من شعر بكل اللغات ليس سوى قصيدة واحدة في كتاب واحد. وهذا يفرحني.


■ هل توافق أن الشعر المترجم من اللغات الأخرى هو اليوم أكثر مقروئية من الشعر العربي، ولماذا؟
الشعر يشبه الطريق الجبلي، مرة يصعد ومرة ينزل، مرة يتلوى ومرة يستقيم. مقروئية الشعر ضعيفة في الأساس. وأعتقد أن قرّاء الشعر المترجم إلى العربية، يقرأون بسبب صاحب الشعر، على أساس أنه عالمي ومهم. هناك الكثير من الشعر من لغات أخرى ويحمل صفات الشعر العظيم، لكنه لا يُقرأ لغياب لمعان صاحبه أو مترجمه.


■ ما هي مزايا الشعر العربي الأساسية وما هي نقاط ضعفه؟
أهم مزاياه أن تراثه الشعري كبير وعظيم. نقاط ضعفه، لم يتحرّر من جبروت لغته، وغياب الحياة فيه عميق. الشعر العربي الفصيح لم يدخل الحداثة بعد. الشعر الشفوي والمكتوب بالعامية، أكثر حداثة وأكثر جمالاً من الشعر الفصيح.


■ شاعر عربي تعتقد أن من المهم استعادته الآن؟
لا حاجة لنا في استعادة أي شاعر. لكن علينا قراءة كل شيء من القديم ومن الجديد، الشعر الجيد والشعر الرديء. في كثير من الأوقات أقرأ قصيدة كتبت منذ قرون كأنها كتبت اليوم.


■ ما الذي تتمناه للشعر العربي؟
أن يواصل حضوره، يتواضع ويتكبر. أن يقرأ الآخر ويحترمه. أن يحترم نفسه. أن يجرّب باستمرار.


بطاقة
شاعر ليبي ولد في طرابلس عام 1952، تخرج من كلية الطب ومارس عمله استشاريّ أمراضٍ باطنية. يقيم حالياً في النرويج. انهمك في كتابة الشعر والترجمة والرسم، صدرت له تسع مجموعات شعرية، هي "قصائد الشرفة" (1993)، و"أصدقاؤك مرّوا من هنا" (2002)، و"نهر الموسيقى" (2004)، و"صندوق الضحكات القديمة" (2006)، و"قصائد من أعلى الهضبة وظلال الرمل" (2008)، و"في معرفة الكائنات والأشياء" (2010)، و"عن العزلة وأشياء أخرى" (2013)، و"شذرات: مختارات وقصائد جديدة" (2014)، و"البرقوق لا ينتظر طويلاً" (2014). كما ترجم سبع روايات وأصدر رواية واحدة هي "دردانين" (2001).

دلالات
المساهمون