يوميات القراءة: العودة إلى شعراء ابن قتيبة

13 ابريل 2020
الحبيب السالمي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع الكتّاب العرب في قراءاتهم أثناء فترة الوباء، وما يودّون مشاركته مع القرّاء في زمن العزلة الإجبارية.


لا أدري لماذا لم أشعر بأي رغبة في قراءة كتب جديدة في هذا الظرف الاستثنائي. أحسستُ أنّي منجذب بقوة لا تقاوم إلى كتب سبق أن قرأتها في فترات بعيدة وأحببتها، كأني أحتمي بها من كل ما يمكن أن يغزوني من قلق وكآبة وخوف وأحاسيس أخرى موجعة وأنا أعيش هذه العزلة التي فرضها علينا فيروس كورونا.

قرأتُ رواية "العيب" ليوسف إدريس، وشعرتُ بنفس المتعة التي شعرتُ بها في قراءتي الأولى لها. ليوسف إدريس لغة نضرة حية ومهواة وبعيدة عن الزخرف البلاغي، إلا أن أهم ما لديه هو هذه القدرة الهائلة على الغوص في عتمات الذات البشرية والتقاط تناقضاتها.

عدتُ أيضاً إلى مقدمة ابن خلدون. لا أملُّ من قراءة هذا الكتاب وخاصة الفصول غير المشهورة منه والتي يتحدّث فيها عن التصوّف والسحر والرؤيا... كما قرأتُ فصولاً من دون كيخوته لثربانتس وأجزاء من كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة.

توقفتُ كالعادة عند شعراء مغمورين أحبهم كثيراً مثل الأحيمر السعدي والسليك بن سلكة وعبيد بن أيوب، كانوا لصوصاً وقطاع طرق و متمردين على القبيلة، واكتشفت هذه المرة شاعراً اسمه "مدرج الريح" (بضم الميم وكسر الراء)، قد سمّي كذلك لأنه قال شعراً في امرأة كان يهواها وزعم أنها كانت تسكن الريح.


* روائي تونسي مقيم في فرنسا

دلالات
المساهمون