كيفَ أُخبرهم عن بيازولا

02 يونيو 2015
نهاد الترك / سورية
+ الخط -
مِثلَ كُلّ القدّيسين والشُعراء والرُؤساء وبائعي الخردة،
أصبحتُ بِلا فائدة،
فَقدتُ قُدرتي على تلمُّس الخَشَبْ أو تمييز رائحة العطر الرخيص،
أضعتُ الشيء الوحيد الذي أورثني إياهُ أبي:
منفضة سجائر معدنيّة تؤرّخ نقشاً تاريخيّاً لِما سمّوهُ كذباً: انتصارات.

***

لا مُنتَصِرَ في حرب،
الفائزُ فائزٌ بالدّين والخاسرُ خاسرٌ بالوكالة.

***

القلقُ هو الحُريّة المُطلقة، الخَمرُ الرديء أيضاً، عاهرات المقاعد الخلفيّة.

*

لا تتوقفُ الموسيقى.

*

أُفكِّــرُ في نَشأة الكـون وطريقة صُنع الشوكولا البيضاء وأنا أنظرُ صُورةً عاريةً لجُثةٍ عَفِنة.

*

أضعُ وجوه الجميع في وجهِ الجثّة، أحشرهم، يُضحكني ذلك، أصدقائي كلّهم يتكوّمونَ بجسدٍ واحد، يالخيبتكم، لديّ جسدي الخاص، مُستعمَل قليلاً ومثقوب لكن لا بأس.

*

مُملّةٌ هي الجثث، الموت بشكل عام لا يحملُ جديداً يستحقّ الدهشة.

*

الملل هو قَلقٌ بلا خاتمة، جريمةٌ كاملة.

*

يجبُ أن نموتَ "بِلُطف"،
كَيفَ أُخبِرُهُم عن "بيازولا" إذا كانوا يملّون بسرعةٍ من الجرائم الكاملة؟

*

سيعتقدون دائماً أنّ الحرب هي أن تموتَ أو لا.

*

المَلل هُو استمرارٌ دائمٌ للمرّة الأخيرة، هُو تأملٌ بلا هدف و دَهشَةٌ بلا سبب، هو التعلُّق ببقايا كُـلِّ مـا يَـحدُث، هو شَهوة أن تعرف ماذا سيحدث لو توقف كل شيء فجأةً، ثم عاد على شكلِ ضَحِــكٍ في جَنـازة..

*

تضحكني الجنازاتُ، محاولات فاشلة دائمة لاكتشاف طُرق جديدة في تعريف الموت.

*

لا تعاريف عديدة للموت.

*

المللُ حلمةٌ لا تنتصب، لا تفرز الحليب، لا تظهرُ من تحت الكنزات الرقيقة.
الموتُ أيضاً.

*

السَّماءُ تَمدّني بإحساسِ الغَرق، هي مجرّد بَحرٍ آخر، جاف.

*

فَشِلتُ في التصالحِ مع أي شيء، كل شيء.

*

نَجَحتُ فقط في تَجرُبة الفشل التاريخي الذريع،
أنا الآن أكره كُلّ شيء وجاهزٌ تماماً.

*

الحقيقةُ انفجارٌ متواصل.

*

لدي حلمات أيضاً لا أعرفُ ماذا أفعلُ بها، قَد أبيعها يوماً، مملٌ هو كُلُّ هذا، أن لا نكونَ أكثرَ من كائنات ثديية غريبة.

*

لا تتوقّفُ الموسيقى.

*
يا قلبُ اختفِ،
يا قلبُ...اختفِ .

*

...



* شاعر من سورية 
دلالات
المساهمون