لينين الرملي: رحيل مخترع "نبيهاليا"

07 فبراير 2020
(بورتريه لـ لينين الرملي)
+ الخط -

من خلال موهبته في تحويل الإشكاليات الاجتماعية والسياسية إلى مادة كوميدية، نجح الكاتب المصري لينين الرملي (1945 - 2020) في انتزاع مكانة خاصة في مشهد فنّي طالما بقي فيه الكاتب المسرحي، وأيضاً السيناريست السينمائي، في الظل. راوح الرملي بين هذين الموقعين، ولكنه كان من القلائل الذين لمعت أسماؤهم من هناك.

عن 75 عاماً، رحل لينين الرملي عن عالمنا اليوم، تاركاً وراءه عدداً من أشهر نصوص المسرحيات العربية، أبرزها ضمن التجربة التي جمعته مع محمد صبحي وقدّما من خلالها مسرحاً سياسياً ساخراً بامتياز، ومن هذه الأعمال نذكر: "انتهى الدرس يا غبي"، و"تخاريف"، و"وجهة نظر"، و"بالعربي الفصيح"، و"الحادثة".

أمّا في السينما، فكانت تجربته الأبرز حين قدّم سيناريوهات أفلام لعادل إمام أبرزها فيلم "الإرهابي" وخصوصاً سلسلة "بخيت وعديلة" التي مزجت معطيات اجتماعية وسياسية في قوالب الكوميديا المرحة بشكل لاقى استحساناً موسّعاً من الجمهور.

غير أنّ عمله الأكثر أهمية في السينما كان فيلم "البداية" (1986) الذي أخرجه صلاح أبو سيف وقدّم فيه الرملي محاكاة عميقة لتشكّل السلطة القمعية في مجتمع ما من خلال اختراعه لـ"نابيهاليا" التي بدت مثل نموذج لكل بلد تحكمه الديكتاتورية، وكانت لغته البسيطة والملحمية في آن تذكّر بنماذج المحاكاة النظرية التي يضعها الفلاسفة لتوضيح نظريات بناء السلطة كما فعل روسو وهوبز.

استفاد الفيلم من تنوّع النماذج البشرية عبر الشخصيات التي اقترحها، وحسن أداء الممثلين لها، خصوصاً أحمد زكي وجميل راتب، وبقي العمل حاضراً كأحد أبرز علامات السينما المصرية. ومن الغريب أن الرملي لم يواصل كتابة هذا النوع من الأفلام رغم نجاح "البداية"، وإن كانت مسارات السينما المصرية في عقد التسعينيات وبعده تفسّر شيئاً من ذلك، وأسباب اكتفاء الرملي بما قدّم.

دلالات
المساهمون