يؤكد دعاة المجتمع والمجتمع أن التراث ضروري للتعبير عن الهوية الثقافية والحفاظ عليها. كما يمكن أن يكون عرض المعالم الأثرية والأداء إستراتيجية لتأكيد هوية الأقليات في مواجهة ضغط الأغلبية، كما أن التراث أداة للمقاومة والتعبير عن الاختلاف.
على العكس من ذلك، فإن محو أشكال التعبير الثقافي - مثل المباني والآثار واللغة والدين والممارسات الاجتماعية - يعدّ أداة قوية في الحرب والتنظيم السياسي. في الاعتداء على حياة البشر والاستقلال السياسي، حيث يتعرّض التاريخ والقيم الثقافية لمجتمع ما إلى الهجوم من خلال تدمير نسيج المجتمع ذاته.
العلاقة الجوهرية بين التراث الثقافي وحقوق الإنسان، والدور المهم للتراث في الحفاظ على الهوية والتاريخ والإرث الثقافي للمجتمعات في العالم العربي، هو موضوع المحاضرة التي تقام عند الخامسة من مساء الغد، في "مكتبة قطر الوطنية" بمناسبة مرور عام على افتتاحها.
يشارك في المحاضرة الأميرة دانا فراس، سفيرة "اليونسكو" للنوايا الحسنة و"رئيس الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء"، ومديرة "متحف الفن الإسلامي" جوليا جونيلا، والمديرة التنفيذية لـ"مكتبة قطر الوطنية" سهير وسطاوي، ويحضر وزير الدولة حمد بن عبد العزيز الكواري، إذ يلقي كلمة حول التراث الثقافي وأهميته في الحفاظ على الهوية.
تتناول الندوة، التي تديرها سوزان ل. كارامانين، عميد كلية القانون والسياسة العامة في "جامعة حمد بن خليفة"، الإجراءات والتدابير المتخذة للحفاظ على التراث، ومتطلبات التركيز على التقاليد في عالم حديث يزداد عولمة وانفتاحاً كل يوم.
فمما لا شك فيه أن التراث الثقافي يرتبط بحقوق الإنسان مثل التنوع الثقافي، والهويات الفردية والجماعية، والكرامة الإنسانية، والتراث الأصلي، والحقوق الثقافية وحقوق الأقليات والشعوب الأصلية وحقوق الإنسان المتعلقة بالتراث، ومبدأ عدم التمييز.