بموازاة إنتاجه الأدبي، حظي نجيب محفوظ (1911 - 2006) بقراءات نقدية متواصلة كانت تساير مدوّنته وتقاربها من زوايا أدبية واجتماعية وسياسية، لعل أبرزها كتابات غالي شكري وجورج طرابيشي ولويس عوض وسيد قطب.
تستمر هذه المتابعة النقدية بعد أكثر من عشر سنوات عن رحيله، حيث لا تزال الدراسات من مختلف التخصّصات المعرفية تقارب أعماله وتجد فيها ما يجذبها، كما تشتغل أيضاً على ما هو أبعد من المؤلفات، مثل سيرته ومواقفه وكيف جرت قراءته في كل مرحلة.
في هذا الإطار، تنتظم غداً في "أتيلييه ضي للفنون والثقافة" في القاهرة، ندوة حول صاحب "الحرافيش" بعنوان "نجيب محفوظ.. قراءة متجدّدة" بتنظيم من "مركز الدراسات الثقافية" و"منتدى عفيفي مطر".
تتضمّن الجلسة الأولى من الندوة مجموعة ورقات، هي: "سيميائية العنوان في رحلة ابن فطومة" لـ زينب اللعسال، و"نجيب محفوظ والمخرجون" لـ محمود قاسم، و"نجيب محفوظ والمرحلة التاريخية في مسيرته الروائية" لـ يسري عبدالغني، و"نجيب محفوظ وتاريخ القصة" لـ نجيب أيوب.
ومن بقية الورقات: "العجائبي واستبصار الواقع.. أحلام فترة النقاهة" لـ خالد عبد الغني، و"الشحاذ بين الهوية والتعددية الثقافية" لـ ماهر عبد المحسن، و"رواية الجريمة ورصد التنوّع الثقافي" لـ حمدي النورج، و"الأم في أدب نجيب محفوظ" لـ نهى يسري، و"البعد الفلسفي في كتابات نجيب محفوظ" لـ أمل حسن.
كما تُخصَّص مجموعة من الورقات لدراسة تقبّل نجيب محفوظ مثل: "استقبال الإيطاليين لأدب نجيب محفوظ" لـ إسلام فوزي، و"ترجمة أعمال محفوظ إلى العبرية وسياق ما بعد الاستعمار" لـ ناهد رحيل، و"نجيب محفوظ وسؤال القيمة والبقاء.. رؤية جيل ما بعد المعاصرة" لـ إكرامي فتحي، و"الرواية المحرمة وسوسيولوجيا التلقي" لـ مروة مختار.
يمكن اعتبار التعامل مع محفوظ من زاوية التلقّي من المقاربات الجديدة التي يمكن أن تقدِّم قراءات مختلفة عمّا كُتب عنه إلى اليوم، خصوصاً أن مجال دراسات التلقّي عَرف في السنوات الأخيرة تطوّرات كبرى في مناهجه وتقنياته، وبات يساعد في إعادة قراءة أسماء أساسية في الثقافة العالمية، مثل مارتن هايدغر ومارسيل بروست.