إصدارات.. نظرة أولى

29 يناير 2019
كارليتا كارينغتون ويلسون/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين  التاريخ ودراسات الهوية والشعر والفلسفة والصحافة والنقد والأنثروبولوجيا.

■ ■ ■

صدر عن "مدارات للأبحاث" كتاب "آثار استعمارية: تشكّل الهوية الوطنية في الأردن" للمفكر الفلسطيني الأردني جوزيف مسعد بترجمة شكري مجاهد، وهو دراسة صدرت في طبعتها الإنكليزية عام 2002 وتنتمي إلى حقل دراسات الهويات. يرى مسعد أن الأردن مرّ بأربع لحظات تاريخية ساهمت في صياغة هويته وثقافته الوطنية الحديثة؛ أولاها وصول الاستعمار البريطاني والتوسع الجغرافي والديمغرافي نحو الجنوب عام 1925، ثم لحظة 1948 والتي تمثلت بضم الضفة الغربية وسكانها، أما اللحظة الثالثة فتجسدت في حركة تعريب الجيش عام 1956، وأخيراً حرب سنة 1970.


عن "منشورات جامعة نيويورك"، صدرت حديثاً ترجمة كتاب "حياة وأزمنة أبي تمام" للمؤرخ أبو بكر الصولي الذي عاش في القرن العاشر الميلادي، ونقله إلى الإنكليزية بياتريس غرويندلر. يدافع الكتاب الذي ألّفه أحد أبرز نقّاد الأدب في عصره عن أسلوب البديع وعن شاعرية أبي تمام، راسماً صورة حية للحياة الأدبية في بغداد، وكيف استطاع الشاعر العباسي تجديد الشعر عبر المزج بين الصور التجريدية المركبة واللغة التقليدية، وتأثيره على الشعراء من بعده عبر استقصاء كل ما كُتب حوله خلال مئة عام تفصل بين رحيل أبي تمام ومولد الصولي.


عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر حديثاً كتاب "سؤال المهنية والأيديولوجيا في الصحافة: الحالة المغربية أنموذجاً" للباحث المغربي محمد البقالي. يطرح الكتاب عدّة تساؤلات مثل: من هم الصحافيون المغاربة؟ وما السياق التنظيمي والمؤسسي لعملهم؟ وما القيم التي يدافعون عنها على المستويين المهني والذاتي ربطًا بالمتغيرات السوسيولوجية؟ وما الأبعاد الرئيسة المشكلة لهويتهم؟ ويعتمد المؤلّف في تحليله على أربع مقاربات سوسيولوجية: مقاربة الهوية، والمقاربة المؤسساتية، ومقاربة القيم المهنية، ومقاربة القيم الشخصية.


كانت فرجينيا وولف أحد أهم وجوه مجموعة بلومزبري، وقد جعلها أسلوبها التجريبي واحدة من أكثر الروائيين المؤثرين في الأدب البريطاني. في الكتاب الصادر حديثاً عن دار "بيمبرنل بريس" في لندن "فرجينيا وولف في البيت"، تتبع الكاتبة هيلاري ماكاسكيل المنازل التي أقامت فيها وولف وتلك التي تذكرها في رسائلها ومذكراتها ورواياتها، حيث تظهر كخلفيات أو كمصادر للإلهام. من تلك البيوت منزل العائلة حيث ولدت وولف عام 1882، والمنزل الصيفي لذويها، وذلك الذي شهد ولادة بلومزبري، ومنزلها الزوجي الذي عاشت فيه حتى لحظة انتحارها.


"ماذا حدث للثقافة في مصر؟" عنوان آخر كتب المفكر المصري جلال أمين (1935 – 2018) الذي صدر منذ أيام عن "دار الكرمة" في مصر. يضمّ الكتاب مجموعة مقالات تحاول تفسير التدهور الذي تعيشه الثقافة المصرية، حيث يعود المؤلّف إلى الفترة ما بين عامي 1914 و1945 التي يرى أنها لم تشهد فقط قفزة جبارة في الكتابة الأدبية والتاريخية بل في مختلف أنواع الفنون: المسرح والسينما والموسيقى والغناء والنحت، وقياساً عليها يحلّل ما يُنتجه اليوم جيل من المثقفين وأساتذة الجامعات قضوا في الغرب فترات أطول مما قضاه جيل ما بين الحربين.


صدر حديثاً عن سلسلة كلاسيكيات "بنغوين" كتاب الفيلسوف الياباني ياناغي سوتسو "جمال أشياء الحياة اليومية" والذي نقله إلى الإنكليزية المترجم ميشيل بريز. في الكتاب يتناول الفيلسوف (1889-1961) الأشياء التي يعتبرها الرفاق الدائمة في أيامنا من أواني المطبخ إلى قطع الأثاث والملابس، والتي يرى أنها تتجاوز قيمتها النفعية، حيث يعتقد بضرورة تعميق وتحويل علاقتنا مع الأشياء التي تحيط بنا. الكتاب بمثابة دفاع جدي عن تلك الأشياء المصنوعة يدوياً والبسيطة من أكواب الشاي التقليدية إلى الجرار والقماش.


صدر حديثاً عن دار "أفريقيا الشرق" كتاب "الدين والسلطة والمجتمع: دراسات وأبحاث حول المغرب" للأكاديمي والباحث محمد جحاح. يسعى الكتاب وفق رؤية أنثربولوجية وسوسيو-تاريخية إلى معالجة مجموعة من القضايا والأسئلة عبر استحضار موقع الدين أو "المقدس الديني" ودوره في هيكلة وضبط شكل وحدود العلاقة بين السلطة والمجتمع، ويخلص إلى حقيقة أن الدين رابط سياسي بامتياز تأكد من خلال إعادة إنتاج الرابط الروحي سياسياً، بحيث تمّ التحوّل من "سلطة المقدس" إلى "تقديس السلطة" في إطار الهيمنة المطلقة على الفرد والمؤسسة.


في طبعة مشتركة بين منشورات "فلاماريون" و"ألبان ميشال" صدر مؤخراً كتاب "حكمة" للمفكر الفرنسي ميشال أونفري، وهو عمل يُقرأ كجزء ثالث بعد كتابيه "كون" و"اضمحلال"، حيث يتابع محاولته في إعادة كتابة التاريخ الفكري للبشرية من خارج المسلمات المعرفية المتداولة التي تكرّست في إطار المدرسة والجامعة. بعد أن ينتهي كتاب "انحطاط" بالقول بـ"موت الحضارة الغربية"، يعالج أونفري في كتابه الجديد سؤال: "كيف تتصرّف حضارة مع ظهور أعراض الانهيار فيها؟". يعتبر المفكّر الفرنسي أنه من الضروري العودة إلى دروس الحضارة الرومانية.


يصدر قريباً عن منشورات "المتوسط" كتاب "وراء الشمس، يوميّات كاتب أحوازي في زنازين إيران السريّة" للكاتب والناشط الإيراني الأهوازي يوسف عزيزي، وهو من ترجمة عائض محمد آل ربيع. الكاتب من بين المثقفين والطلبة الجامعيين الذين شاركوا في نهاية السبعينيات في الثورة ضد شاه إيران والذي عرف المحاكمات والسجون في عهد الثورة الإيرانية. يومياته تروي وقائع كثيرة في سجون إيرانية ومنها "إيفين" في طهران، وتسرد هذه الشهادة المصير الذي لقيه من ناصروا ثورة الخميني والذين أصبحوا فيما بعد ضحايا لها.


"أعراف الكتابة السردية" عنوان العمل الذي صدر مؤخراً للناقد والباحث العراقي عبد الله إبراهيم عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر". يعتبر المؤلف أنه ولكي يتمكّن القارئ من تأويل النصوص السردية ينبغي على هذه الأخيرة أن تراعي مجموعة من اللوائح السردية من بينها الاهتمام بالمرجعية الواقعية وبناء الشخصيات والتدقيق في رؤيتها للعالم الافتراضي الذي تعيش فيه، وهو بذلك ينتقد نزعات كثيرة عرفتها الرواية خصوصاً حين حاولت فصل النصوص عن الواقع، على خلفية أن القارئ إنما يحاول في النهاية أن يفهم عالمه بقرينة سردية.


دلالات
المساهمون