فريد عبدال.. حوار بين أبجديّتين

14 فبراير 2018
(من المعرض)
+ الخط -
منفتحاً على الكاليغرافيا الشرق الآسيوية والغربية، بدأ الفنان التشكيلي الكويتي فريد عبدال (1957) رحلته مع الحرف العربي منذ سبعينيات القرن الماضي، كما تأثر بدراسته للعمارة من خلال فهم العلاقات بين البناء والتعبير الفني عنها واشتباك الحروفيات بفنون أخرى.

في معرضه الجديد "خطوط رمزية" الذي افتتح في الأول من الشهر الجاري في "دار الفنون" في الكويت، ويستمر حتى التاسع عشر منه يقدّم نماذج متعدّدة من تجربته حيث يتجاور في بعض أعماله الحرف العربي الذي يظهر ككتلة رئيسية مع مقاطع حروفية صينية تبدو خلفية مكملة لها، في محاولة لإبراز حوار بين الأبجديات المختلفة.

تتراوح لوحات عبدال بين التشخيص والتجريد في مسارين متوازيين؛ حيث ينطلق في الأول من فهم لتاريخ الخط في الحضارة الإسلامية ضمن محاحات تذهب تكويناتها من أصلها الصوري إلى المجرّدات لتشكّل النسب والعلاقات الهندسة الحرف نفسه وعلاقته مع الحروف المتصلة والمنفصلة عنه، وفي الوقت نفسه تحاكي تمثيلاتها الأولى في الطبيعة التي استنبتت منها.

وفي المسار الثاني، تنبني حروفيات مجرّدة تنبئ أو تحيل إلى رمزية أو استعارات متخيّلة بتأويلات مختلفة، بتباين الظل والضوء بينها والتركيز عليها ككتل لونية أو نقطية تميل نحو الغموض وإظهار جمالياته بلا مرجعية بصرية مسبقة.

يستخدم عبدال في لوحات عدّة اللون الأحمر برمزياته وإحالاته الأسطورية المتعددة، حيث يمثّل القربان والافتداء وكذلك الولادة والانبعاث مجدداً، وفي توظيفه إشارة إلى الطقوس الدينية وحالة الامتثال للمطلق من جهة، وانصهار الفرد في الجماعة أيضاً.

في مجموعة أخرى، يقدّم الفنان أعمالاً مستمدة من كتب التراث القديمة حيث كانت الحواشي تؤطّر صفحة الكتاب وفي داخلها النص الذي يستبدله بكاليغرافيا خارج الحرف التقليدي، تتشكّل الحروف فيها وتقابلها صورتها التي لا تطابقها تماماً.

يُذكر أن فريد عبدال حاصل على ماجستير في الهندسة المعمارية من "جامعة ويسكنسون" في الولايات المتحدة عام 1983، وأقام معارض عدّة في واشنطن ولندن ونيودلهي وسيول والكويت.

دلالات
المساهمون