"محاورات": أسئلة الرواية والهوية واللغة

27 فبراير 2019
(محمد الأشعري)
+ الخط -

ضمن أولى حلقات برنامج "محاورات"، الذي أطلقته في مدينة أسفي المغربية، استضافت "مؤسّسة الكلمة للثقافة والفنون"، قبل أيّام، في قاعة المحاضرات بـ "الخزانة الجهوية"، الكاتبَين المغربيَّين محمد الأشعري وعبد الكريم اجويطي، في حوارٍ أثار أسئلةً حول الرواية والهوية واللغة.

في مداخلته، تحدّث الأشعري، الذي وقّع أيضاً إصداره الجديد "العين القديمة"، عن ضرورة الانتباه إلى اللغة، "لأنها مَن يربطنا بالمسألة الثقافية"، مُعتبراً أن الحاجة ماسّةٌ اليوم إلى الرواية، لأنها الأكثر قدرةً على إحداث خلخلة عميقة في المنظومة المجتمعية، بسبب قدرتها على بلورة الأسئلة.

ودعا المتحدّث إلى الاهتمام بشبكات وأندية القراءة في المغرب، وإعطائها مكانةً خاصّةً، مضيفاً أن من شأن ذلك منحُ حياة للنصوص، واستعادةُ فعل القراءة والثقافة مكانتهما الأساسية في المجتمع. وفي هذا السياق، تطرّق صاحب "القوس والفراشة" (2010) إلى المسألة اللغوية؛ معتبراً أن اللغة العربية تحظى في المغرب، اليوم، بمكانةٍ خاصّة، موضّحاً أن اللغة المطلوبة هي تلك التي تستوعب الحداثة، في مقابل اللغة الفقهية، داعياً إلى تدريس الأدب بالعربية والعلوم بلغاتٍ أجنبية.

من جهته، اعتبر عبد الكريم اجويطي أنّ ثمّةَ عجزاً على استيعاب الإمكانات الحقيقية التي تتيحها اللغة، مشيراً إلى أن المنجز الروائي شهد تطوُّراً لافتاً في المغرب، وإلى أن هذا المنجز قادر على بلورة أسئلة الهوية. هنا، يتّفق مع الأشعري على أن الصراع حول اللغة، في جانبٍ منه، هو صراع هويّاتي، وأيضاً في الدعوة إلى بلورة إنتاجاتٍ إبداعية قوية باللغة الأمازيغية، معتبراً أن المغرب يتميّز بتجاور اللغتين العربية والأمازيغية ضمن منظومته المجتمعية؛ حيثُ لم يشهد تاريخه أيَّ صراع أو تجاذب بينهما.

وعاد الكاتبان، أيضاً، إلى مكانة المنجز الأدبي المكتوب باللغة العربية، داعيَين إلى "تغيير نظرتنا في التعامل مع الأدب، في ظل بروز شبكات التواصل، ودخول فاعلين جدد إلى هذا المجال". كما استعادا دور الملاحق الثقافية والشبابية خلال لحظة تاريخية من مسار تشكُّل الأدب المغربي، للاستدلال على قدرتها على إبراز الحراك الثقافي.

المساهمون