"مانعة" لـ مصطفى الفيلالي: مع رحيل مؤلّفها

23 يناير 2019
(الفيلالي في 2011)
+ الخط -

يوم الأحد الماضي، رحل رجل السياسة والكاتب التونسي مصطفى الفيلالي (1921 - 2019). كثيراً ما غطّت صفته الأولى على الثانية، فرغم تنوّع مؤلفاته بين الفكر الاقتصادي والحضاري والرواية، إلا أنه بقي في الذهنية رجل سياسة على خلفية تقلّده مناصب رسمية ونقابية أبرزها توليه وزارة الزراعة في السنوات الأولى بعد الاستقلال، وإدارته الفرع المغاربي لـ"المنظمة الدولية للشغل".

أياماً قليلة قبل رحيله، أصدرت "دار الجنوب" طبعة ثانية من روايته "مانعة.. من أيام قرية الجبل" التي صدرت طبعتها الأولى في 2004 ضمن سلسلة "عيون المعاصرة" بتقديم من الناقد التونسي توفيق بكّار، وهو عمل يظهر ارتباط الفيلالي بالحياة البسيطة للناس رغم المواقع والمناصب التي شغلها، وهو خيار نادر لدى كتّاب الأدب من السياسيين، فكثيراً ما يميلون إلى العودة إلى تجاربهم الخاصة أو تقديم قراءة في تاريخ تونس.

درس الفيلالي في فرنسا، قبل العودة إلى تونس حيث انتمى إلى النضال ضدّ الاستعمار، خصوصاً من خلال العمل النقابي، وقد كان من بين أعضاء "المجلس التأسيسي" الذي بُعث غداة الاستقلال في 1956 لوضع الأطر القانونية للدولة الناشئة.

كثيراً ما اعتُبر موقفه المناصر لحبيب بورقيبة في صراع الزعامة مع صالح بن يوسف في السنوات الأخيرة من الاستعمار سبباً في منحه حقيبة الزراعة في أوّل حكومة زمن الاستقلال، غير أن ذلك يعود أيضاً لرؤية تخطيطية تظهر في عدد من مؤلّفاته الفكرية مثل "المغرب العربي الكبير: نداء المستقبل" و"الإسلام والنظام الدولي الجديد".

رغم مواقعه الحزبية، فقد ترك الفيلالي مسافة بينه وبين السلطة، حتى أنه بعد ثورة 2011 كان من الشخصيات القليلة من النظام السابق الذين حظوا بثقة التونسيين ودعوا إلى المساهمة في بناء نظام جديد، ومن ذلك أنه في 2013 عُرضت عليه رئاسة الحكومة غير أنه رفض ذلك.

المساهمون