منير العرقي.. تدوير "محروقات" نوثومب

23 مارس 2017
(من البروفات)
+ الخط -

في 1994، وقبل أن تتحوّل إلى "نجمة أدبية"، نشرت الكاتبة البلجيكية أميلي نوثومب (1966) نصاً مسرحياً بعنوان "المحروقات" (منشورات "ألبان ميشال"، باريس) دون أن تحقّق صدى كبيراً. كان ذلك قبل أن تتواتر أعمالها الروائية وتلاقي نجاحاً شعبياً، وتجري العودة إلى النص سواء بإخراجه مسرحياً، أو موسيقياً (أخرجه دانيال شال في شكل أوبرا)، أو بانتقاله إلى ثقافات أخرى.

ضمن فعاليات مهرجان "لقاء العرض الأول" الذي يتواصل في قاعة "التياترو" في تونس العاصمة، تقدّم مساء غد مسرحية "اللهليبة" المقتسبة عن نص "المحروقات"، والذي نقله إلى العربية الأكاديمي التونسي رضا بوقديدة وأخرجه منير العرقي الحاضر على الخشبة مع الممثّلة ميساء ساسي والممثّل نور الزرافي.

يتساءل عمل نوثومب عن دور الأدب في حياتنا من خلال حوار يدور بين ثلاث شخصيات؛ دانيال، الشاب المثالي والحالم، وحبيبته مارينا، وشخصية الأستاذ الذي لا تمنحه الكاتبة اسماً ولكن اللقاء الثلاثي يدور في مكتبته.

حوارٌ ينطلق من سؤال شائع "أي كتاب تحمل معك لو ذهبت إلى جزيرة نائية؟"، قبل أن تتسارع أحداث جانبية (حرب، موجة برد..) وتصبح الكتب الوسيلة الوحيدة لتوفير التدفئة، لينقلب السؤال إلى ضدّه "أي الكتب التي يمكننا التخلّص منها؟".

بهذه المسرحية، يعود منير العرقي إلى الخشبة بعد نجاحات آخر مسرحياته "العسّاس" والتي اقتبسها هي الأخرى من نص مسرحي غربي وضعه هارولد بنتر، وعرف كيف يصوغه في قوالب تونسية، فهل ينجح في ذلك مع نص "المحروقات"؟ التحدّي هذه المرة هو نقل الخلفيات القرائية الغربية إلى سياق عربي.

دلالات
المساهمون