كؤوس متباعدة في حاناتٍ يضيئها برقٌ خفيف

03 نوفمبر 2016
"الثورة مرآة"، خالد ملص وآخرون/ سورية
+ الخط -

النجوم الليلةَ
بمعطفِ المدينةِ أجملُ
السامرونَ الليلةَ في ممر الأعمدة
الصاخبون
بأسفلِ البوابةِ...

أسرّة ُالوردِ الليلةَ
(تعبث بها الريحُ)
أجملُ

عُدتُ أقولُ أن بريداً ما
في الصباحِ...
أو أن طائراً ما
ليلياً...

لستُ هكذا دائماً
(لم أكن هكذا تماماً)
...أو أنها الصيفُ
وأني
ذاهلاً عُدتُ
من نهارٍ خفيفٍ
ذاهلٍ فيكِ
أتدبر نهاراً خفيفاً
ذاهلاً عنكِ

سيكون هذا الخميسُ طويلاً...
يأتون َوبأيديهم رزمٌ كبيرة
قالوا أنهم صوفيوّن
وألقوا على المكان نظرةً سريعة

من أجلهم
في الحديقة والنافذة
تلالٌ لها التماعاتٌ خمريّةٌ


كان آخِرَ الصيفِ
(لا أذكرُ)
.. الأكاسيا عادت تسكبُ صمغها
من أثلامٍ بطرفِ المدينةِ
...
كيف أمسك اللحظة
حين تأتي...
أمَددُها
من خيالِ أمسِ

كان خيالاً سريعاً
- ليلةَ الثلاثاءِ تلكَ -
كأنْ أراكِ
مصادفةً...
بعدها التعرّجُ السريعُ
وراءكِ
والمنازلُ
بأعلى حقول الشوفانِ اليابسة

بعدها
برقٌ خفيفٌ
من حاناتٍ بكؤوس متباعدة

أو أن مشهداً موازياً
أعدتُهُ من سنينٍ رماديةٍ
تتداولها الأعشاب فيما بينها
كأنها طيورٌ على الشاطئ
أو كأنها خُبزُ المجانين...

تقول أنها الآلاتُ
أثرُها هكذا
... عادَ يُدهشكَ
أن الآلاتِ لها هذا الأثرُ
وهذا التتابعُ اللوني ُ
والإنارات ُالبيضاءُ السريعة
...

ما سيحدث ُبعد أن تبتعدَ
والصيفُ في قميصكَ
تضطربُ...

ما سيحدثُ
بعد أن تبتعدَ...

ثم لا شيءَ
... لا شيء إلا الشارعُ الذي بعده
حين بعدها تماماً:
لا شيء َ
.....
.....

لم أكن هكذا تماماً


* شاعر سوري مقيم في باريس

المساهمون