ليزبيث زورينغ: العدالة الدنماركية على محك اللجوء

13 مارس 2016
الكاتبة ليزابيث زورينغ (تصوير: نيلز مايلفانغ)
+ الخط -

تتفاعل قضية الكاتبة الدنماركية ليزبيث زورينغ بشكل أطلق عليه البعض "عصيان مدني ثقافي"، بعد أن تواصلت حملة جمع تبرعات أطلقها مثقفون وفنانون إثر الحكم على زورينغ وزوجها بغرامة مالية، قيمتها 4700 دولاراً، بتهمة "تهريب البشر".

وكان الحكم الذي صدر الجمعة، إثر قيام الكاتبة برفقة زوجها ميكائيل راونو ليندهولم، أيلول/ سبتمبر الماضي، بنقل عائلة سورية مع أطفالها إلى السويد.

الحكم أثار حفيظة كثيرين، واندلع بسببه نقاش عن دور الكاتب والمثقف ومشاهدته لمأساة إنسانية دون أن يفعل شيئاً. ويرى هؤلاء بأن زورينغ بتصرفها حرّكت المياه الثقافية الراكدة أو المتأثرة بالتطرف القومي المنتشر بين طبقة معينة تدّعي الثقافة.

حملة التضامن مع الكاتبة التي بدأها مثقفون وفنانون جمعت 8 آلاف دولار وهو مبلغ فاق قيمة الغرامة. وإن كانت الكاتبة لا تحتاج للتبرعات لكي تدفع الغرامة، لكن وبحسب بيان الحملة فإن تعقيب زورينغ على الأمر يختصر ما يجري:" أعتقد بأنه على السياسيين التفكير ملياً بردة الفعل التي قامت فور صدور الحكم".

وحين سئل هؤلاء المثقفون عما إذا كانوا يساهمون في ضرب مصداقية "العدالة في الدنمارك" من خلال هذا العصيان المدني الثقافي، أجاب هؤلاء بلسان زورينغ نفسها:"هذا يطلق عليه عصيان مدني وللشعب الحق أن يرسل إشاراته حين لا تتطابق العدالة مع الحقيقة".

يذكر أن زورينغ واحدة من بين 279 شخصاً وجّهت لهم تهمة "تهريب البشر" منذ أيلول/ سبتمبر 2015 وحتى شباط/ فبراير 2016، ممن قاموا بمساعدة اللاجئين، كما أن الدنمارك ليست وحدها، فقد قامت اليونان بإصدار أحكام مختلفة على أفراد من جماعة "حرّاس الحياة الإسبان" الذي أنقذوا عدداً من المهاجرين، وقد وصلت أحكام بعضهم إلى عشرة أعوام من السجن.

وكذلك الحال في بريطانيا، إذ حوكم ضابط بريطاني سابق ساعدة فتاة أفغانية عمرها أربعة أعوام على قطع المسافة من منطقة "الكاليه" في فرنسا لتلتحق بأهلها في بريطانيا، وهناك حالات شبيهة في النرويج.

بانكسي: كوزيت لاجئةً على جدار

المساهمون