"الموسيقى في مصر القديمة": حضور متعدّد

19 مارس 2018
(نقش فرعوني)
+ الخط -
اعتبر الفلاسفة والمؤّرخون القدماء كأفلاطون وبلوتارخس أن فنون الموسيقى والشعر والغناء ارتبط في الحضارات القديمة؛ الإغريقية والمصرية والبابلية، بشكل وثيق بالحياة الدينية ودورها الأساسي الذي تشارك به في إقامة الطقوس ومصاحبة الترانيم والصلوات الدينية، وكذلك خدمة للسلطة ومظاهرها الاحتفالية.

"الموسيقى في مصر القديمة.. إشكاليات البحث والاستلهام" عنوان المحاضرة التي يقدّمها الباحث والأكاديمي المصري وائل الشربيني، عند السادسة من مساء اليوم الإثنين في قاعة الندوات في "المجلس الأعلى للثقافة" في القاهرة.

يطرح المحاضرة مجموعة من التساؤلات الأساسية مثل: ماذا قال العلم عن الموسيقى في مصر القديمة؟ هل أثبتت الأبحاث العلمية في المصريات أي نتائج نستدل بها على شكل الموسيقى في مصر القديمة؟ هل نستطيع أن نتوصل إلى شكل الموسيقى ومقاماتها من خلال العزف على الآلات القديمة الموجودة في المتاحف؟ وماذا قال الفن عن إمكانية استلهام التاريخ المصري القديم في أعمال فنية، وهل نستطيع بالفعل إحياء موسيقى أي حضارة قديمة؟

يتطرّق الشربيني، الذي جمع بين دراسة الموسيقى وعلم المصريات، إلى النقوش والرسوم التي توجد في المعابد والمقابر الفرعونية وتتضمّن أشكال آلات موسيقية متنوّعة (وترية، ونفخية، وإيقاعية) وتُظهر كيفية العزف عليها، إضافة إلى إشارات في اليد تخصّ الموسيقى مثل وضعها خلف الأذن أو حول الفم من أجل تكبير الصوت.

كما توثّق نقوش أخرى، اسـتخدام تشكيلات ولوحات راقصة كجزء من مراسيم دينية عند تقديم القربان أو محاكاة للخلود والأبدية لروح الفرعون الذي يرحل عن الدنيا، إلى جانب احتفالات خاصة كانت تنظّم ابتهاجاً لعدد من الآلهة، وكانت تتميّز بصخبها ولهوها.

ينتقل الباحث إلى الموسيقى التي تعدّد حضورها في الحياة المصرية، حيث تصوّر الرسوم منذ حكم الأسرة الثانية عشرة عروضاً موسيقية يحضرها النبلاء والوزراء، وكذلك الموسيقى الجنائزية في المواكب والأعياد الدينية، وثمّة فئة كانت تمتهن العزف لتكسب قوت يومها، أو للتسلية والترفيه في أوقات الفراغ.

تقسّم الآلات المستخدمة في الحضارة المصرية القديمة إلى أنواع رئيسية، جزء منها وتري كالقيثارة ذات الأوتار الثلاثة، والدف الذي يستخدم لضبط الإيقاع، والبوق الذي استعمل في نداءات الحروب والاحتفالات، والناي و"النفير" وهو آلة نفخية مكوّنة من أنبوب مستقيم أو مخروطي، والطيبوني (الهارب) بأوتاره العشرة.

المساهمون