"الأدب الشعبي": تمثّلات الثورة الجزائرية

19 فبراير 2018
(صورة لثوار جزائريين في المعرض المقام على هامش الملتقى)
+ الخط -
تمثّلت ثورة التحرير في الجزائر (1954 – 1962) في شتى التعبيرات الأدبية والفنية والبحثية، وظلّ يجري استعادتها على أكثر من مستوى؛ مباشر عبر القصائد الحماسية التي سادت الشعر الجزائري والعربي عموماً في تلك المرحلة، وآخر عبر السرد والدراسات التي اشتبكت مع الصراع الاجتماعي ومفهوم التحرّر الوطني، إلى جانب استحضار التراث والأسطورة في محاكاة الحدث.

تعدّدت المؤتمرات والتظاهرات التي ناقشت تلك المضامين وتحوّلاتها في القصيدة والرواية والسينما والأغنية، وآخرها الملتقى الوطني الثاني الذي انطلق صباح أمس الأحد بعنوان "حضور الثورة الجزائرية في الأدب الشعبي" بتنظيم من جامعة "الشاذلي بن جديد" في مدينة الطارف شرق البلاد.

تناول المشاركون أربعة محاور أساسية، هي: حضور الثورة في الشعر الشعبي، وحضور الثورة في النثر الشعبي، ودور إعلام الثورة في بث روح المقاومة، وقيمة ومساهمة الأدب الشعبي في كتابة تاريخ حرب التحرير الوطنية، عبر تتبع تجارب عديدة مثل: الميلود علي عريوة، وعبد النبي بوتقي، والتومي الحاج سعيدان، والبشير مسعودي، وعبد الله برمكي.

تضمّنت الجلسة الأولى أوراقاً عدّدة حول البعد الثوري في القصيدة والأغاني الشعبية، بالإضافة إلى الأهازيج الثورية في منطقة القبائل، وكذلك الأبعاد التداولية في الأغنية الثورية، بينما تناول الجلسة الثانية للملتقى صورة البطل الثوري في الأغنية الشعبية ورمز المكان في مثل هذه الأغاني الثورية في مدينة الطارف كنموذج حيّ لها.

اشتملت الجلسة الثالثة على دراسات حول صورة العميل في الأغنية الثورية الأوراسية بين البوح والتلويح، باعتبارها أحد المصادر التاريخية لتدوين أحداث الثورة، ومعاناة الشعب والتعذيب في المعتقلات، ووصف الأسلحة الفتاكة التي كان الاحتلال الفرنسي يستعملها، كما صوّرت بشاعة وفظاعة سياساته من خلال مصادرة أراضيه وتجويعه وتشريده وتمكين طبقة المستوطنين الأوروبيين الذين استقدمهم من الهيمنة على الاقتصاد.

على هامش الملتقى، تمّ عرض فيلم وثائقي بعنوان "جرائم بلا حدود" الذي أعدّته "الإدارة المركزية للدراسات والبحث في الحركة الوطنية"، ويتناول شهادات لعدد من المجاهدين، إلى جانب معرض للصور التاريخية أقيم في "متحف المجاهد" في المدينة يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري.

المساهمون