"الشعر الشعبي وكتابة التاريخ": في مساءلة المصدر

18 يناير 2020
لوحة تجسد معركة مزغران
+ الخط -

كثيراً ما ينقل رواة الحكايات الشعبية والشعراءُ الشعبيّون بعض الوقائع التاريخية في حكاياتهم وقصائدهم التي تكتسب، مع مرور الزمن، بُعيداً توثيقياً، يُحيل إلى الفترة التي ظهرت فيها، ويُضيء على جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال؛ بإمكاننا الاطلاع على كثيرٍ من تفاصيل معركة مزغران التي دارت رحاها في مدينة مستغانم بين الجزائريّين والغزاة الإسبان في السادس والعشرين من آب/ أغسطس 1558 من خلال "إلياذة" لخضر بن خلوف؛ أحد أبرز شعراء الجزائر في القرن السادس عشر.

لكن إلى أيِّ مدى يُمكن الوثوق في مدوّنة الأدب الشعبي كمصدرٍ لكتابة التاريخ، وما مدى دقّة المعلومات التي يتضمّنها هذا النوع من الأدب؟ خصوصاً أنَّ هذه النصوص كُتبت (أو قيلت بالأحرى) ضمن سياقاتٍ مختلفة لم يكُن الهدف فيها غالباً هو توثيق الأحداث التاريخية بدقّة وموضوعية، إذ أنَّ كثيراً منها لا يخلو من المبالغات والوقائع التي تتعارض مع الحقيقة التاريخية.

تلك بعض الأسئلة التي يطرحها "الملتقى الوطني للشعر الشعبي" الذي تُقام جلساته في "دار الثقافة أحمد رضا حوحو" بمدينة بسكرة، جنوبَي الجزائر، يومَي الأربعاء والخميس المقبلَين، بتنظيمٍ من "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي"، وبالتعاون مع مديرية الثقافة في بسكرة و"الرابطة الوطنية للأدب الشعبي".

يحمل الملتقى عنوان "آثار الشعر الشعبي في كتابة التاريخ"، في إشارةٍ إلى اعتبار القصيدة الشعبية أحد المحامل التي قد يُلجأ إليها في كتابة تاريخ بلدٍ أو منطقة ما. وإنْ كانَ ذلك يجري بتحفُّظٍ شديد؛ بالنظر إلى طبيعة النصّ الأدبي نفسه.

يشارك في الملتقى كتّاب وباحثون في الأدب الشعبي؛ من بينهم: عمار بوعزيز، وعائشة بومدين، وبشير توهامي، وعبد القادر عرابي، وبوبكر خيضر، وخالد شعلال ياسين، وحمزة بن بوزيان، وشامة درويش، وصلاح بدري، ونورة كريبت، وجلال خشاب، وعبد المجيد عناد، ويوسف شقرة.

وإلى جانب المحاضرات والمداخلات، يُقام على هامش الملتقى عرضٌ للفيلم الوثائقي "الشيخ العرجاوي"، وحفلان موسيقيّان يُقدّمهما كلٌّ من الفنّان عبد الكريم نوبلي و"جمعية المطرية".

المساهمون