"متحف الفن الإسلامي": مخطوطات قرآنية

02 مايو 2020
(المصحف الأزرق من القرن التاسع الميلادي، مقتنيات المتحف)
+ الخط -

في منتصف الشهر الماضي، أغلقت "هيئة متاحف قطر" في الدوحة جميع المتاحف والمواقع التراثية أمام الزوّار إلى إشعار آخر وفي ظل التدابير والإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ليبدأ بعد ذلك تنظيم جولات افتراضية لمقتنياتها عبر تطبيق غوغل للفنون والثقافة.

في هذا السياق، يوفّر "متحف الفن الإسلامي" مشاهدة لمعروضاتها عن بعد بتقنيات تقرّبها من طريقة عرضها داخل قاعاتها، ومنها تقنية ثلاثي الأبعاد ومشاهدة بصرية سمعية افتراضية للأعمال التركيبة والفنون البصرية الحديثة.

وتضم المجموعة قطعاً أثرية من إسبانيا، ومصر وإيران والعراق وتركيا والهند، كما يعرض تشكيلة من المعروضات للفنون والمشغولات اليدوية لمختلف أنحاء العالم الإسلامي تغطي فترة زمنية تمتدّ من القرن السابع إلى التاسع عشر.

كما يحتوي المتحف أكثر من ثمانمئة مخطوطة قرآنية نُسخ أقدمها قبل نحو ألف وثلاثمئة عام، إلى جانب أعمال فنية عثمانية من القرن التاسع عشر. ومن أبرز هذه المخطوطات مجلّد من القرآن الكريم "الجزء 30" يعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي، وهو مجلد جاء من المغرب ومنهم من يرجح أنه أتى من تونس ويُعد من أندر المجلدات القرآنية عربياً.

كُتب نص المخطوط بالحبر البني الداكن، أما علامات تشكيله فقد جاءت باللون الأزرق والأحمر والذهبي، فيما تم تمييز لفظ الجلالة باللون الذهبي، وكذلك أسماء الصور تم تظليل حدودها باللون الأحمر، وتسترسل انحناءات الخط المغربي الكبيرة على صفحاته لتوحي بنوع من الطلاقة الموجودة على ظهرها وكأنها ظلال الحروف.

كما تُعرض صفحتان من أصل خمس صفحات معروفة فقط، تعود إلى أكبر مصحف في العالم والمعروف باسم مصحف "بيسونغور التيموري". وتضم مكتبة المتحف بعضاً من أقدم الترجمات الأوروبية للقرآن، بما في ذلك الترجمة اللاتينية لثيودور بيبلياندر 1543، والترجمة الفرنسية الأولى لأندريه دو رييه التي تعود إلى عام 1649، والترجمة الألمانية لإبراهام هينكلمان من عام 1694.

وقد أعدّ المتحف قاعدة بيانات على الإنترنت لروائعه الفنية القيمة والتي تشمل المشغولات الخشبية والخزف والمجوهرات والمشغولات الخشبية والنسيج والمسكوكات والزجاج إلى جانب المخطوطات، إذ تم توثيق أكثر من أربعمئة قطعة فنية وإتاحتها للعالم أجمع، والكثير من هذه القطع معروضة في المتحف، في حين أن هناك جهوداً متواصلة لتوثيق أكبر عدد من القطع الفنية النادرة لإتاحتها على الإنترنت خاصة بعد انتشار الوباء.

دلالات
المساهمون