جميلة بوحيرد.. جدل جديد حول سينما الثورة

26 يونيو 2017
(بوحيرد)
+ الخط -
تداولت وسائل إعلام عربية منذ أيام تصريحات نُسبت إلى المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد (1935) ترفض فيها تصوير فيلم عنها من دون الحصول على موافقتها، موجّهة جملة انتقادات للسلطة التي تهدف عبر إنتاجها هذا العمل إلى "تثبيت النظام المتسلّط"، وأنها تعمل على "التلاعب بالمجاهدين".

في المقابل، نفت وزارة الثقافة الجزائرية وجود نيّة لديها لتجسيد سيرة بوحيرد في شريط سينمائي، وأن "الأمر مجرّد كلام فقط، ولا شيء ملموس حتى الآن".

بغض النظر عن صحّة ما ورد على لسان المناضلة التي انضمّت إلى "جبهة التحرير الوطني" عام 1954 ضدّ الاستعمار الفرنسي لبلادها، فإن معظم الأعمال التي تناولت الثورة الجزائرية قد تعرّضت لانتقادات عديدة، إذ كان الهدف الأساسي منها الدعاية للحكم باعتباره وريثاً لبطولات الجزائريين، لصرف الأنظار عن أخطائه الحالية وقضايا الفساد التي يُتهم بها بعض أركانه.

في حالة بوحيرد، لم تكن هذه المرة الأولى التي تعترض فيها على تجسيد شخصيتها في السينما، إذ تكرّر الأمر منذ شهور حين أعلنت المخرجة المغربية الفرنسية هدى بن يمينة عن تحضيراتها لإنتاج فيلم يروي فصول 30 عاماً من حياتها، ولم يتغيّر موقفها إزاء محاولات مماثلة من قبل الجهات الجزائرية الرسمية ليبقى الفيلم المصري "جميلة" (1958) لـ يوسف شاهين الوثيقة البصرية الوحيدة التي تؤرّخ وقائع مشاركتها في الثورة.

تتركّز الانتقادات لمثل هذه الأعمال على إلزام صنّاعها بالرواية الرسمية لوقائع حرب التحرير، والتي يرى كثيرون وجود تناقضات بينها وبين روايات أخرى، حول حياة كثير من المجاهدين، وكذلك في ضعفها من الناحية الفنية حيث تُفرض أسماء مؤلّفيها ومخرجيها لقربهم من السلطة فقط.

كما يلفت كثيرون إلى مفارقة تكمن في حرص الدولة على تقديم عشرات الأعمال التي تمجّد حياة المجاهدين، بينما يعاني بعضهم من الإهمال وعدم تلقّيهم العلاج والرعاية، ومنهم جميلة بوحيرد نفسها، إلى جانب التقصير في توثيق سيَر النساء المجاهدات، واختزال المسؤولين كفاحهن باسمين أو ثلاثة، فيما تشير المصادر التاريخية إلى حضور أكبر لهن لم ينل حظه من العناية والاهتمام.

المساهمون