وقفة مع محمد غازي الأخرس

13 فبراير 2019
(محمد غازي الأخرس)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
منشغل أشد الانشغال بإكمال أطروحة الدكتوراه "تحليل الخطاب الثقافي العراقي من 1958 ـ 1978". كتابة وبحث وتنقيب لساعات طويلة يومياً.


■ ما هو آخر عملٍ صدر لك، وما هو عملك القادم؟
آخر عمل صدر لي رواية "ليلة المعاطف الرئاسية" وفي الطريق "كتاب الأحزان..مراثي النساء من أنخيدونا إلى فدعة"، وهو كتاب يدور حول مراثي النساء العراقيات والمصريات وأحاول تحليل مضامينها بطريقة أنثربولوجية وثقافية.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
نعم إلى حد ما، وعلة رضاي النسبي كوني حاولت التفكير بحرية في الكثير من الملفات والمحاور الاجتماعية والثقافية. نعم، قد أكون التزمت في عدد من الكتب حدوداً منهجية صارمة، لكنني في الأغلب مارست حريتي، وجهدت أن أكون وفياً لأفكاري وليس للمناهج.


■ لو قُيّض لك البدء من جديد، أيَّ مسارٍ كنت ستختار؟
سؤال صعب، أنا مقتنع بنفسي، وبما أصبحت عليه، لكنني مع هذا، كلما انفردت ليلاً مع الأغاني التي أعشقها، خطر في ذهني حلمي القديم وهو أن أكون مطرباً. ولكن حتى لو كنت وجدت طريقاً لأكون مطرباً كما حلمت، هل كنت سأقتنع وأكتفي بذلك! لا أدري.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
للأسف، لا أتوقع من العالم أن يتغيّر. لعلي متشائم بهذه الفكرة، وعلة تشاؤمي أنني ألاحظ أن العالم يسير من سيئ إلى أسوأ، من مظالم إلى مظالم أعظم. حتى في الثقافة والذائقة، ثمة انحدار نحو السطحية والتبسيط. لقد أصبح العمق غريبا هذه الأيام. غير أن هذا كله لن يمنعني من أن أحلم، أحلم بأن يسود العدل مثلا، أن تزول الكراهية بين البشر، أن نجد علاجا لبعض الأمراض التي تجعل الناس حزانى، أن يختفي العنف من حياتنا. نعم، أتمنى ذلك رغم أنني متشائم من حصول كثير منه.


■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
كثيرة هي الشخصيات التي أود لقاءها ولكنني لو خيرت في لقاء واحدة فقط لاخترت العارف الأعظم محيي الدين بن عربي لكثرة ما قرأت عنه وله، فهو شخصية ساحرة وغرائبية ويدهشني دائماً بأفكاره وعمقه وطريقة حياته.


■ صديق يخطر على بالك أو كتابٌ تعود إليه دائماً؟
ليس ثمة صديق يخطر في بالي دائما سوى والدي الذي توفي عام 2004. كنت أتمنى أن يعيش أكثر حتى يقرأ كتبي ويسعد بها. أما الكتاب الذي أعود إليه دائما فهو "العراق" لحنا بطاطو، "دراسة في طبيعة الشخصية العراقية" لعلي الوردي.


■ ماذا تقرأ الآن؟
أقرأ الكثير من المصادر الثقافية التي احتاجها في كتابتي لأطروحة الدكتوراه. لكنني منذ شهرين تقريباً، منغمس الانغماس كله في التنقيب بمئات الأعداد من جرائد ومجلات عراقية كانت تصدر ابتداء من نهاية الخمسينيات وحتى السبعينيات، جرائد ومجلات مثل "الحرية" و"الثورة" و"البلاد" و"اتحاد الشعب" و"الجمهورية" و"المثقف" و"الكلمة" و"الأقلام" وسوى ذلك. يا للمتعة، يومياً أغوص معها فأنسى نفسي.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
بين يوم وآخر، أمارس شغفي بسماع الأغاني، أضع الهيدفون في أذني وأتنقل في جنان اليوتيوب المدهشة. وأنا ميال عموماً للغناء العراقي والمصري والشامي ولا أمل منه. وإذا أحببتم أن أقترح عليكم شيئا مما أذوب به هذه الأيام فهي مطربة تدعى مسعودة العمارتلي، هي مطربة "استرجلت" وصار اسمها مسعود، وهي مطربة فذة تلحن أغانيها بنفسها وتؤديها بطريقة ساحرة. في صوتها شجن عجيب، أدعوكم إلى سماعها ولكن احرصوا أن تكونوا صبورين معها فهي لا تكشف عن نفسها بسهولة، إنما بتأن وهدوء. للأسف، هذه المطربة قتلت في ظروف غامضة لكنها تركت لنا ثروة لا تقدر بثمن، وما زالت أغانيها تؤدى من قبل العشرات. ابحثوا عنها في اليوتيوب وستجدون أغانيها: مسعود العمارتلي، لكنها في الحقيقة مسعودة.


بطاقة
كاتب عراقي من مواليد بغداد عام 1967، حاصل على ليسانس اللغة الفرنسية لكنه تابع دراساته في الأدب العربي. من إصداراته الشعرية "شمعون ..نصوص حرجة" (1997)، ومن إصداراته النقدية: "خريف المثقف في العراق" (2011)، "كتاب المكاريد.. حكايات من سرداب المجتمع العراقي" (2012)، و"دفاتر خردة فروش .. العوالم السفلية للمجتمع العراقي" (2013)، و"قصخون الغرام ..في متخيل العشاق وأنثربولوجيا الأنوثة"، و"السيرة والعنف الثقافي ..مذكرات شعراء الحداثة بالعراق"، ورواية "ليلة المعاطف الرئاسية" (2018).

المساهمون