هل يخرق بانكسي حملة المقاطعة؟

22 اغسطس 2015
غرافيتي لـ بانكسي في غزة
+ الخط -

من المستغرب أن ينظّم بانكسي مشروعاً فنياً لمعرض جماعي، وأن يدعو إليه ثلاثة فنانين إسرائيليين، لا سيما الآن وحملة مقاطعة إسرائيل، ثقافياً على الأقل، تستقطب المئات من المثقفين والفنانين في العالم. شخصيات يشبهها بانكسي في المزاج الفني ويقترب منها في مواقفها الصريحة من القضايا العادلة.

اسم بانكسي قد يكون أشهر الأسماء في فن الغرافيتي عالمياً، رغم أنه يُخفي هويته، الأمر الذي جعله يبدو كشخص لا يبحث عن المجد والظهور، ويعمل بصمت.

امتدّت شهرة الفنان الإنجليزي هذه إلى البلاد العربية، لا سيما مع جداريّاته التي رسمها في فلسطين، وكان آخرها في شباط/ فبراير الماضي حين عرض على حسابه في أنستغرام صورة غرافيتي موقّع باسمه على ما تبقّى من جدار أحد البيوت المحطّمة في غزة يجسّد رجلاً باكياً، إلى جانب رسومات لقطط وعصافير وبالونات وأطفال محلقين على بقايا الأبنية المهدّمة بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي.

وهو كذلك صاحب عدد من أعمال الغرافيتي التي أصبحت جزءاً من ذاكرة المكان، تلك الرسومات التي فتح فيها نافذة أو أضاء أفقاً على جدار الفصل العنصري الذي بنته سلطات الاحتلال وكان أولها في صيف 2005.

المشروع الذي انطلق اليوم في إنجلترا هو معرض جماعي يمتد حتى 27 أيلول/ سبتمبر، ويشارك فيه 58 فناناً من بينهم ثلاثة إسرائيليين، ويشارك أيضاً فنانون عرب بعضهم ليس في سجلهم مشاركات في معارض مع إسرائيليين مثل الفنان السوري تمام عزام في حين أن فناناً فلسطينياً كسليمان منصور سبق وشارك بنفسه في تنظيم معارض إسرائيلية فلسطينية "مشتركة" أبرزها معرض "أربعون عاماً على الاحتلال" في كل من القدس وتل أبيب عام 2007 والذي أدانه الفنانون الفلسطينيون في وقتها.

هذا وبين الأسماء الموجودة على البرنامج نجد فارس قاشوق من سورية، ومن فلسطين شادي الزقزوق وسامي موسى، ومن مصر "التنين"، ومن السعودية هدى بيضون إضافة إلى فنانين من أميركا ودول أوروبية.

وإن كان تنظيم بانكسي لمعرض يدعو فيها فنانين إسرائيليين أمراً مُستغرباً، فمن الأولى أن نسأل السؤال نفسه للفنان العربي المشارك الذي لم يعترض، ولم ينتبه إلى الضرر الذي يمكن أن تلحقه مشاركة كهذه.

منذ مدة حاول مهرجان "روتوتوم" لموسيقى الريغي في إسبانيا أن يسجل موقفاً بالغاء حفل مغن صهيوني بعد أن دُعي إلى الغناء فيه، ثم عاد المهرجان واعتذر للمغنّي بعد ضغوطات كبيرة تعرّض إليها. لكن ما الذي يمنع بانكسي الفنان المجهول من المقاطعة وما الذي يضطر الفنانين الفلسطينيين والعرب إلى المشاركة في معرض يمكن أن يضر بحملة مقاطعة إسرائيل ثقافياَ الآخذة في الاتساع؟

المساهمون