"مهرجان كلاويج".. أسئلة الهويّات المشرقيّة

21 نوفمبر 2016
(الشاعر حامد بدرخان مع نازلي خليل)
+ الخط -

في عراقٍ تتشظّى ثقافته اليوم، وتتصارع مكوناته، يُحاول "مهرجان كَلاويجْ" الذي افتتح أمس الأحد،استعادة التقارب وتعزيز جسوره بين مجمل ثقافات العراق والمنطقة، من خلال الأدب والفن والنّقاش الفكري.

شَهِدَ المهرجان -الذي انطلق لأول مرة قبل عشرين عاماً على يد مجموعة من الكتّاب الأكراد في مدينة السليمانيّة في العراق- في يومه الأول أمس قراءات لشعراء مدعوين كالشاعر اللبناني عباس بيضون، والكردي لطيف هلمت، والإيرانيّة شوكا حسيني، والأرمنية أستيغك أفيتيسيان، إضافةً إلى افتتاح معرضٍ للكتاب العربي والكردي.

أما اليوم فاستعاد المهرجان تجربة الشّاعر السوري الكردي الراحل حامد بدرخان (1924-1996)، إلى جانب حلقات نقاش حول مواضيع فلسفية بمناسبة يوم الفلسفة العالمي، وجلسة خاصة حول القصة الكرديّة.

ما يميز المهرجان هو الحضور السنويّ للثقافة العربيّة والكرديّة والفارسيّة، إضافةً لثقافةٍ رابعة يُحتفى بها، تتغيّر كل عام، كالتركية العام الفائت، والأرمنية لهذه الدورة حيث خُصّص لها يومٌ باسم الشّاعر الأرمني كريكوري زوهراب. في السياق ذاته، ستطرح مديرة الإذاعة الكردية في يريفيان، تيتالي كرم، مواضيع شعريّة للنقاش، وأخرى ثقافية وتاريخيّة كالأزياء الكرديّة في أرمينيا، وواقع أكرادها ماضياً وحاضراً.

يشهد اليوم الثالث من المهرجان نقاشاً لأوراق بحثيّة هي: "الهويّة الثّقافيّة؛ الاحتماء من الشّك"، يناقشها الأكاديمي العراقي مالك الطيبي؛ و"الهويّة والعنف في الشّعر العربي"، يطرحها عباس بيضون؛ أما الورقة الثّالثة فيقدّمها ياسين نصير بعنوان "المكان المُتخيّل وإيديولوجيا الهويّة والذات".

وإن كانت البحوث العربيّة ستُركّز على إشكاليّات الهوية، فإن البحوث الكرديّة تتّجه إلى نقاش مواضيع نقديّة وشعريّة تاريخيّة منها "مفهوم وأسرار العشق عند ابن عربي"، لجمال حسين؛ و"الإنسان بين المصير وعزم الحريّة عند المعتزلة"، لغريب زاهر غريب، إلى جانب قراءات نقدية أخرى من بينها "السيجارة في قصائد شيركو بيكه س"، من إعداد فاضل شَورو؛ و"الأيديولوجيا وخطاب القصة الكردية"، لمحمد أحمد حسن؛ و"الإيزيدية كأساسٍ للوعي المشترك للهويّة الكردية، في رواية "قصة الجزيرة" للروائي الكّردي التّركي يشار كمال"، يقدمها نوزاد بيرموس.

من فعاليات اليوم الثالث للمهرجان أيضاً، أمسية للشعر الإيراني، يشارك فيها بيتا ملكوتي، وسابير هاكا. كما تقدّم بحوث نقديّة مثل "العلاقة بين النقد والنظرية"، لمشيت علو؛ و"من دون الأدب يموت الناس برداً"، لقاسم كشكولي؛ وبحثٌ يحمل عنوان "ليس المسرح شيئاً سوى الشكل" لأصغر نوري.

وحول هويّة المهرجان يَعتبر الباحث السوري الكردي سامي داوود، عضو "اللجنة العليا للمهرجان"، في حديث إلى "العربي الجديد"، أن "شخصية المهرجان تقوم على الابتعاد عن المواضيع السياسية الشِّقاقيّة، والمضي في رحلة البحث عن المشترك بين ثقافات المنطقة، وإيجاد الجسور بين مُجمل الثّقافات المتفاعلة مع الثقافة الكرديّة".

مضيفاً أن "التركيز في كل سنة يكون على ثيمةٍ محدّدة، كالجندر والعنف في سنواتٍ سابقة، أما هذه الدورة فسيكون موضوع الهويّة عنواناً للنقاشات البحثيّة، بِفعل واقع أزمة الهوية التي يعيشها العراق والمنطقة، وسؤالها الراهن، حيث تبدو هذه الهويّات ماضية إلى الصراع والتشظّي وإعادة الإنتاج، بدلاً من التّفاعل الّذي هو حُكم الجغرافيا والتّاريخ".

يُختتم مهرجان "كلاويج" مساء بعد غدٍ الأربعاء بتوزيع جوائزه في مجالات القصة والشعر والدراسات، كما سيخصص المهرجان جائزة تمنح لروائيٍّ كردي. ويذكر أن المهرجان يستفيد من أجواء مدينة السليمانية، التي يعتبر انفتاحها على الثّقافة العربيّة والإيرانيّة من أبرز ملامحها.

المساهمون