"الرغبة والأخلاق": مداخل أخرى إلى سبينوزا

18 فبراير 2017
(سبينوزا في عمل بوب آرت)
+ الخط -
عادة ما ترتبط بمنجز كل فيلسوف مفاهيم دون غيرها تتحوّل إلى بوابات رئيسية للولوج إلى عوالمه، يصعب المرور إليه من دونها. الأخلاق أو العقل أو الدين تبدو أكثر المفاهيم التي ترتبط بما تركه الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا (1632 – 1677)، غير أن هذه النظرة التي جرى تعميمها لقرون يمكن أن يجري هزّها من خلال إضاءة فكره من زوايا جديدة.

من خلال التركيز على مفهوميّ الرغبة والأخلاق، يحاول الأكاديمي التونسي جلال الدين سعيّد تقديم صورة مختلفة عن فكر سبينوزا في عمله "الرغبة والأخلاق في فلسفة سبينوزا"، الصادر مؤخراً عن "دار الجنوب" في تونس.

العمل الجديد ليس سوى متابعة لانشغال المؤلف بفكر الفيلسوف الهولندي، بعد أن ترجم له عدداً من مؤلفاته أبرزها "علم الأخلاق" و"رسالة في إصلاح العقل" ضمن مشروع استكمال نقل جميع أعمال صاحب "رسالة في اللاهوت والسياسة" إلى اللغة العربية.

يتضمّن العمل عشرة فصول خصّصت ثمانية منها لدراسة مفهوم الرغبة ضمن علاقاته مع بقية مفاتيح فلسفة سبينوزا؛ الوجود والمعرفة والإيمان والحقيقة، وصولاً إلى الالتقاء مع الفكر الأخلاقي (الإيطيقي) الذي طوّره الفيلسوف الهولندي الذي يمثّل مشروعه الرئيسي.

يستفيد المؤلف هنا من تطوّرات حققها مفهوم الرغبة في القرون اللاحقة لسبينوزا حيث تحوّل مع نيتشه أو فرويد مثلاً إلى مفهوم مركزي. كما يبيّن مرجعية الفيلسوف الهولندي حين حدّد الرغبة كوعي بالشهوة، ثم من خلال توضيح الحدود الفاصلة بينها وبين مفاهيم متداخلة بها مثل الحاجة والإدارة.

المساهمون