"حدائق التراث العربي": صفحات عبر الأثير

13 يونيو 2017
("الحمراء" من جهة نهر "حدرة")
+ الخط -

يستمر للموسم الثامن على التوالي البرنامج الثقافي "حدائق التراث العربي"، على أثير "إذاعة البحر الأبيض المتوسط" المغاربية.

البرنامج الرمضاني الذي تبثه الإذاعة من طنجة إلى المغرب العربي عبر الأثير، وباقي الأقطار العربية عبر الإنترنت، بصوت الشاعر والإذاعي المغربي شكري البكري، حقّق نجاحاً ملحوظاً في مواسمه السابقة، حسبما تشير نسب المتابعة، والتفاعل الإيجابي معه. وأعاد إرجاع المنطوق الفصيح الى الإذاعة، بعيدا عن دارجِ البرامج الترفيهية، وفصيحِ لغة الأخبار المخفف.

يقدم البكري في نصفِ ساعةٍ إذاعية، وجبةً تراثية دسمة، تجمع بين الإفادة والترويح عن النفس، تتخللها مقاطع موسيقية صوفية، واختيارات من موسيقى عربية تناسب طبيعة البرنامج. وقد سافر في رحلته هذه منذ الموسم الأول، بين مظان التراث العربي، من "تاريخ الطبري" و"تاريخ ابن كثير"، الى "معجم البلدان" لياقوت الحموي، الى "المستطرف في كل فن مستظرف"، الى رسائل الجاحظ، ودرر ابن المقفع، تتخللها العديد من المختارات والقراءات الشعرية العابرة للعصور العربية.

وخصص البرنامج سلسلات مطولة لمواضيع معينة، كالحملات الفرنجية، وتاريخ "الخوارج"، والأدب المغاربي، وأدب الرحلة، والأعمال الصوفية، وحلقات متصلة سبر فيها أغوار "العقد الفريد" لابن عبد ربه الأندلسي، و"إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي.

وعن رحلته عبر الكتب التراثية، يقول البكري مقدماً موسمه الجديد: "أختار من مضامينها ما خف على النفس، وصادف المتعة والإفادة، عبر فسحة أطوف من خلالها بصفحات لعدد من الكتب التراثية العربية، التي كثيرا، بل عادة، ما نتغاضى عن لذائذها، ولا نتذكر منها سوى الغرائب الفذة، والخطب المستعصية، وعلل وزواحف الفراهيدي". وعن مبتغى برنامجه يضيف "هدفي في ذلك ليس تخمة المعرفة، بل متعة القراءة ولذة التراث، بعيداً عن الضجيج واللغو الحداثي، وبعيداً عن الادعاء وسرياليات التجريب الفارغة".

أما عن موسم هذه السنة، فيقترح علينا البكري، منذ ظهيرة الأول من رمضان، جولة في حدائق "الأخلاق والفضائل"، وعن ذلك يقول: "أبحث في هذا الموسم عما حوته كتب التراث عن النفس البشرية والخصائل الإنسانية، وبعض ما ارتبط منها بسلوك البشر وقصور الإنسان". وقد استهل موسمه هذا بمقولة شهيرة لعلي بن أبي طالب: "إذا وضعت أحداً فوق قدره، فتوقع منه أن يضعك دون قدرك"، جعلها تقوده رويداً رويداً الى عدد من الفضائل، منطلقا من "طوق الحمامة في الألفة والألاف" لابن حزم الأندلسي، ورسالة "الدرة اليتيمة" لابن المقفع، وغيرها من الاختيارات النثرية والشعرية.

المساهمون