وقفة مع سامي النصري

30 مارس 2020
(سامي النصري)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- يشغلني ما يشغل كل مواطن في تونس وفي العالم مع انتشار فيروس كورونا وما يمكن أن يسبّبه للبشرية اليوم من أزمات اقتصادية واجتماعية وانغلاق المجتمعات. أتابع ما يواجهه التونسيون اليوم من خوف وهلع وانحسار أنشطة الحياة ونبضها، ومن ذلك وضع المسرح والثقافة بعد إلغاء وتأجيل العروض والبرامج وتوقف مجال الثقافة عن الحركة. ما نعيشه قد يؤثر على المبدعين فيجبرهم على الانكماش، ويزيد من منسوب نبذ الفن لدى الجمهور. لكن هناك بشائر أمل من هنا وهناك، فمثلاً زرت بلدة بني خداش قبل أيام من الأزمة وأشرفت على مختبر للشباب وهواة المسرح وقد لمست روحاً عالية من المقاومة والشغف بالمسرح. أما على مستوى الانشغالات الفنية، فقد بدأت مؤخراً في كتابة نص مسرحي جديد، أملي أن ينقشع غيم هذه اللحظة وينار المسرح من جديد ليخرج هذا النص إلى الناس.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- "القادمون" عنوان آخر أعمالي وقد عرض أوّل مرة في 2018 وهو من إنتاج "مركز الفنون الدرامية والركحية" بالكاف، وهو عمل تناولتُ فيه واقع المسرح التونسي. من جانب آخر، ساهمت مع آخرين في تركيز مشروع "قطب المسرح" في "مدينة الثقافة" على أمل تحويل هذا الفضاء إلى مشروع يجمع بين الإنتاج والتدريب كما ساهمت في إعادة بعث "المهرجان التونسي للمسرح" وهي أنشطة تصبّ جميعها في إطار واحد لعله يشغل معظم المسرحيين في تونس: كيف يمكن أن ننجز مشاريع حقيقية بعيداً عن الضجيج السياسي ويكون لها تأثير فعلي في المجتمع.


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- لستُ غزيراً في الإنتاج، وهو ما يجعلني غير راض بشكل كاف. لكن في المقابل أجد أن هناك نقاطاً إيجابية كثيرة، فمع الإنتاج المسرحي كانت لي مساهمات بالتكوين والبحث. أعتقد بأن الفترة التي قضيتها في الكاف، بين 2010 و2018، كانت أكثر الفترات نضجاً في تجربتي. قدمت مسرحيات مهمة في مساري، اشتغلت فيها على المرجعيات التونسية وربطت بين الأجيال وأولت الذاكرة الثقافية التراثية عناية خاصة.


■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- أشعر أنني قد اخترتُ مساري منذ أن التحقت بـ "المعهد العالي للمسرح"، ثم اخترت التوجّه إلى الإنتاج ثم الإخراج المسرحي. يبقى أن هناك شيئاً تمنّيته ولم أحقّقه إلى الآن، وهو النشر. كنتُ قد انطلقت في كتاب حول المسرح التونسي مع أحد الجامعيين الأصدقاء ولم نهه بعد، وأتمنى أن يتمّ ذلك في غضون العام الجاري.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- أنتظر أن تتحقق العدالة. يحزنني أن أجد شعوباً مزقتها التفرقة. أتمنى أن تتحرّر البلدان من أشكال الاستعمار الخفية والمباشرة، ومنها فلسطين والعراق، وأن يصل الفن إلى كل مكان.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها ولماذا هي بالذات؟
- أذكر أنني في سنوات اكتشافي للعالم والثقافة كنت مغرماً بالفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، ثم التقيتُ معرفياً وفكرياً في وقت لاحق بمواطنه برتولد بريشت. أتمنّى لو التقيتهما لألامس الخصوصية المعرفية العميقة لمثل هذه الشخصيات.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- صديقي عمر علوي، وهو باحث في الجماليات وأستاذ جامعي في فرنسا كما أنه فنان تشكيلي. أما الكتب فأعود إلى الأعمال الفلسفية وأحياناً إلى الكتب الدينية.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- بصدد قراءة مسرحية "مهابهاراتا" لـ بيتر بروك. اقتنيت كتابها ومستمتع بقراءتها كثيراً.


بطاقة
مخرج وممثل مسرحي تونسي من مواليد 1972. حاز على دكتوراه في علوم وتقنيات الفنون ويدرّس في الجامعة التونسية، كما أدار "مركز الفنون الدرامية والركحية" في القيروان والكاف، ويدير حالياً "قطب المسرح والفنون الدرامية" في "مدينة الثقافة" بتونس العاصمة. من أعماله: "التنين" (2001)، و"الذئاب" (2002)، و"الريح والفرس" (2003)، و"هلال ونجمة" (2010)، و"النسور" (2014)، و"أرض الفراشات" (2016)، و"القادمون" (2018).

المساهمون