هدمت السلطات الصينية أحد استوديوهات الفنان آي ويوي في العاصمة بكين، وقد كتب الفنان الصيني المعاصر على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي أن عملية الهدم أتت من دون سابق إنذار أو تبليغ.
وعلى "انستغرام" رفع الفنان، الذي يقيم حالياً في أميركا، تسجيلات فيديو لعملية هدم الاستوديو، التي جرت الأسبوع الفائت، وكتب تحتها "وداعاً، هدموا استوديو "زويو" في بكين من دون تبليغ".
وأضاف في حديث لإحدى القنوات التلفزيونية الأميركية: "لم نتلق أي تبليغ أو إنذار مسبق أو إعلان بالهدم، كان من المطلوب منا إخلاء المكان بتاريخ معين، لم يحن بعد، فأتى الهدم مثل صدمة".
لم يذكر الفنان التاريخ الذي كان من المفترض فيه إخلاء المكان، لكنه قال إن أعمالاً فنية تدمرت مع عملية الهدم الفجائية، وقال "بالمقارنة مع الذكريات التي فقدت، وبالمقارنة مع المجتمع الذي لم يبن أبداً الثقفة بالنظام الاجتماعي، أو بحكم القانون، أو بأي شكل من الوحدة للدفاع عن حقوق أهله، فإن ما فقد أثناء هدم الاستوديو لا قيمة له ولا معنى، وأنا غير مكترث له، ثمة حطام أوسع وأعمق في تدبير مجتمع لم يحترم فيه يوماً الشرط الإنساني".
آي ويوي مشى على خطى أبيه، الشاعر الصيني آي كينغ، والذي يعتبر أحد أفضل كتاب الشعر المعاصر في الثقافة الصينية وقد نفي بسبب معارضته السياسية إلى مقاطعة في شمال الصين وأجبر على العمل في تنظيف المراحيض العامة، فصمم هذا الاستوديو عام 2008، وأطلق عليه "عش الطائر"، وفي هذه السنة وقع الزلزال الذي فقد خلاله آلاف الأطفال تحت الأنقاض وبدأ آي ويوي يظهر كمعارض للممارسات السلطة وناقداً لها كما فعل والده، متحدثاً بالنيابة عن حقوق عائلات هؤلاء الضحايا، وأنجز عدة أعمال مهداة إلى أرواحهم.
الأنباء الرسمية في الصين أعلنت أنها تقوم بتطوير المنطقة التي يوجد فيها الاستوديو، لذلك قامت بهدمه وهدم عدة بيوت حوله، وبحسب تقرير الـ "أسوشيتد برس" فإن السلطات الصينية قامت خلال السنوات الأخير بهدم مساحات كبيرة من الأحياء الفقيرة.
آي ويوي تحدّث عن عملية الهدم هذه قائلاً: "إن هدم بيوت ومبان قائمة بهدف تحسين هذه المنقطة أو لأي سبب كان، أمر يحدث في كل مكان. لكن في الصين، بدأ تطبيق إجراءات تخدم سياسة، وهي إخلاء بكين من أحياء المهاجرين الفقراء"، مضيفاً "الأمر لا يتعلق بهدم استوديو بل هدم حقوق هؤلاء".
ويزعم الفنان أن عملية هدم بيوت المهاجرين تجري في الليل، فجأة، حيث يجري تدمير البيت بمتعلقات الناس فيه، ثم يصبح هؤلاء مشردين أو يجري إيقافهم بتهمة عرقلة عملية الإخلاء.
من جهة أخرى، وبحسب آي ويوي، يجري حالياً إخلاء منطقة "كاوتشانغدي" التي تضم عدة صالات لعرض الفنون، بهدف هدمها، وهي منطقة كان آي ويوي من أسسها ساعياً إلى جعلها حياً مخصّصاً للفنون والفنانين.