"اسرق بقدر ما تستطيع": في تحدي المعايير الثقافية الجديدة

05 ابريل 2020
أحد شوارع لندن
+ الخط -

مدفوعة بالإحباط في العمل كصحافية في قسم الثقافة والقضايا الاجتماعية في عدة صحف ومواقع من بينها الغارديان، نشرت البريطانية ناتالي أولاه كتابها الأول وصدر مؤخراً تحت عنوان "اسرق بقدر ما تستطيع: كيف تكسب حروب الثقافة في عصر التقشف" عن دار "ربيتر".

تعلن الكاتبة أن تعلن أن أول سخطها ينصبّ على نجوم الثقافة الشعبية اليوم، والذين كانوا لغاية التسعينيات قد شقوا طريقهم إلى القمة بصعوبة وجهد، أما اليوم فلم يعد هناك غالباً إلا أبناء طبقة معينة بلا موهبة حتى، وهذا في رأيها ينطبق على الكتّاب أيضاً.

ترى أولاه أن ما يحدث اليوم يمنح الناس العاديين المتأثرين بسياسات التقشف وحزب المحافظين إطارًا لتحدي المعايير الثقافية الجديدة، وفي الكتاب نجد مجموعة من الأفكار حول كيفية الوجود في مكان العمل والمجتمع الأوسع كمواطن من الطبقة العاملة، ويمكن النظر إلى الكتاب بمثابة دليل إرشادي لخلق أشياء ذات قيمة عندما تهيمن ثقافة البوب ​​التي تديرها الطبقة البرجوازية، وتؤثر على السياسة البريطانية بطريقة مباشرة.

تقول الكاتبة إن على المواطن العادي أن يدرك أنه لا يعاني من نقص نفسي بسبب شعوره بعدم الكفاءة في ظل نظام يقلل من هويته ومجتمعه، نظام مصمّم ليجعل الإنسان العادي يشعر بعدم الكفاءة. ولكن يمكن البدء في الدفاع عن رأيها برفض المنطق الذي يجعل المرء يشعر بهذه الطريقة.

تفكر المؤلفة بالطرق العديدة التي تعمل بها المجتمعات الرأسمالية ونظم القيم فيها، وأن مكان العمل يحدد الكفاءة بمنظومة تتطلب منهم أن يلبسوا ويتصرفوا كأبناء الطبقة البرجوازية لكي يعتبروا لائقين للعمل.

هذه هي الظاهرة التي أشار إليها أوكاسيو كورتيز باسم "تبديل الرمز"، ومن خلال تفضيل الأقوياء تلقائيًا وإدامة الوضع الراهن نجحت النيوليبرالية في تكريس سلوكيات وقيم حفظة السلطة الحاليين بدلاً من فضح هذه الآلية وكشف أصولها المضطربة.

تؤكد أولاه أن وسائل الإعلام اشتركت في الأمر، وتعتبر أن ما يحدث ليس إلا تمثيلاً لغياب كفاءة الجهات المسؤولة عن انتقاد هياكل السلطة التي تحكم المجتمع. هذه الجهات التي لا تنفك تعطي نصائح للطبقة العاملة حول كيفية التوافق بشكل أفضل و"تسوية" أي جوانب متباينة من شخصياتهم ومظهرهم الخارجي من أجل النجاح. 

المساهمون