إصدارات.. نظرة أولى

17 ديسمبر 2019
تشارلوت جونز/ المملكة المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والنقدية والثقافية والرواية والشعر والفنون المعاصرة والتاريخ.


■ ■ ■


عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدرت حديثاً طبعة جديدة من كتاب "القضايا الاجتماعية الكبرى في العالم العربي" للمنظّر السياسي السوري عبد الرحمن الشهبندر​ (1879 - 1940). العمل، الذي صدر ضمن سلسلة "طي الذاكرة"، بتقديم للكاتب صقر أبو فخر، يتضمّن دراساتٍ نشر الشهبندر معظمها في مجلّة "المقتطف" المصرية بين 1934 و1935، وعالج فيها مجموعة من الموضوعات الحيوية التي كان المفكّرون العرب يتصدّون لها آنذاك؛ مثل المدنية، والمرأة والرجل، ومصير الأسرة الشرقية، والشيوعية والأسرة، والمذاهب السياسية.


صدرت في بغداد الطبعة العراقية من أعمال عبد الأمير جرص (1965 - 2003) الشعرية، عن "دار سطور" بالاشتراك مع "دار الفيل" الفلسطينية التي أصدرت الأعمال قبل سنتَين بطبعة عربية. في كلمته التي اعتبرها "ملاحظةً‭ ‬في‭ ‬الهامش‭ ‬أَملتها‭ ‬الضرورة،‭ ‬وليست‭ ‬بأَية‭ ‬حال‭ ‬محاولة‭ ‬لتقديم‭ ‬شعر‭ ‬عبد‭ ‬الأمير‭ ‬جرص"، يشير الشاعر نجوان درويش إلى أنّ جرص سلّمه مخطوطة أعماله قبل أن يهاجر إلى كندا حيث رحل هناك بسقوطه عن دراجة هوائية في صيف 2003، مُعتبراً أنه "لم‭ ‬يكن‭ ‬‬شاعراً‭ ‬فحسب،‭ ‬كان‭ ‬تجسيداً‭ ‬حيّاً‭ ‬للشعر‭ ‬وللعراق".‭


بترجمةٍ أنجزها عمرو بسيوني وهبة حداد، صدر حديثاً، عن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر"، كتاب "النزاع على السنّة: الإرث النبوي وتحدّيات التأويل واختياراته" للباحث الأكاديمي جوناثان براون، الأستاذ بجامعة جورج تاون في الولايات المتّحدة. تقوم فكرة الكتاب الأساسية على محورية النص عموماً والسنّة خصوصاً في العقل الإسلامي، سواء كان سنياً أو غير سنّي، مع حضور سؤال الواقع باستمرار أمامه، وتأثير التاريخ في فهم النص، سواءٌ كان في القديم أو في الحديث، ممّا أنشأ العديد من الحلول والإجابات والتأويلات حول النص بصورة متلاحقة.


صدرت حديثاً عن "منشورات المتوسّط"، رواية "عدوّي الحميم" للكاتبة الأميركية ويلّا كاذر، وترجمها عن الإنكليزية يزن الحاج. العمل، حسب إشارة المترجم، هو أقصر روايات كاذر، ولكنّه أفضل مقدّمة لأعمالها؛ إذ بلغت فيه درجةً عالية من الإتقان والبراعة والحساسية اللغوية، تفتقر إليها معظم أعمالها الأولى، بما فيها ثلاثيتها الروائية الأشهر "السهول الكبرى". لا نجد هنا جغرافيا كاذر المعتادة، أي نبراسكا وباقي ولايات السهول الكبرى الأميركية، بل ننتقل إلى نيويورك، ونتلمّس اختلاف المدن الكبرى عن المدُن والبلدات الصغيرة.


عن دار "غاليمار"، صدر حديثاً كتاب "فرانسيس بيكون أو مقياس المفرط" لمؤلّفه إيف بيري، وهو صديق مقرّب من الرسّام البريطاني (1909 - 1992). العمل يناقش الإسهام الرئيسي لهذا الرسّام المؤثر، والذي لا يمكن تصنيفه ضمن مدرسة أو مجال معيّن، منذ بدايته كمصمّم شاب في العشرينيات وحتى آخر أعماله في أواخر الثمانينيات. كما يقدّم نظرةً على شخصيته المعقّدة وحياته الحميمة وآلامه التي جعلته فنّاناً من نوع خاص موضوعه تشوُّه الجسد الإنساني وتحويله إلى مسخ. يتميّز الكتاب بقرب المؤلّف من بيكون، وتقديمه صورةً جديدة عنه لا يعرفها الكثيرون.


عن "مؤسّسة شمس"، صدر كتاب "أصداء ما بعد الحداثة" للباحث مصطفى عطية جمعة. يتضمّن العمل سبع دراسات نُشرت في أزمنة مختلفة، ولكنها كُتبت ضمن رؤية واحدة؛ حيث تناولت علاقة ما بعد الحداثة بقصيدة النثر، وما بعد الحداثة والفن التشكيلي، وظاهرة الموت المعنوي في الفكر الغربي المعاصر؛ أي موت الثقافة وموت السياسة وما يتّصل بهما من موت المؤلّف وموت الناقد وموت المترجم، وقيادة المبدعين للأُمم، ومفهوم الكتابة عبر النوعية، برؤية ما بعد الحداثة للأجناس، والتاريخ وفق منظور ما بعد الحداثة، وأزمة الهوية في العالم العربي.


صدر حديثاً عن منشورات "راوتليدج" كتاب "أرشيف الأنماط التاريخية: ملابس النساء 1837 - 1969"، والذي يُصوّر مجموعةً واسعة من أنماط ثياب النساء؛ حيث يضمُّ 83 نموذجاً تُغطّي أكثر من قرن من أنواع الثياب حول العالم. يقدّم الكتاب نقشاً دقيقاً لكلّ ثوب على رسم بياني، ورسومات لكل قطعة من زوايا متعدّدة وإرشادات حول كيفية بناء الثوب الأصلي. المجلّد بمثابة أداة للحفاظ على تاريخ الملابس كجزء من تاريخ التطوُّر الحضاري والثقافي، وشارك فيه مؤرّخون ومصمّمون قدّموا قراءاتٍ لعلاقة النمط بالحقبة التاريخية والمنطقة الجغرافية.


"المغرب مستنقع المحتلّ: تصفية الاحتلال البرتغالي بحصن سانتاكروز (أكادير) وأحوازه ما بين 1505 - 1541م، نموذجاً" عنوانُ الكتاب الذي صدر للباحث مبارك فوقص عن "دار الأمان". يدرس المؤلّف عوامل استعصاء استرجاع حصن سانتاكروز من البرتغاليّين لمدة ستّة وثلاثين عاماً خلال حكم دولة السعديّين، وكيف انتهت المعارك بهزيمةِ واحدةٍ من أعتى القوى الاستعمارية حينها، وما نتج عنها من توحيد للمغرب على يد السلطان محمد الشيخ، بعد تمكّنه من السيطرة على أهم الموارد الاقتصادية في البلاد، ووضع الخطط العسكرية الني كفلت لهم الانتصار.


صدر عن "منشورات بوشكين" كتاب "رامبرانت شاباً" للباحث أونو بلوم. يتتبّع المؤلّف حياة الفنان الهولندي (1606 - 1669)، والتي طالما شكّلت لغزاً للدراسين الذين حاولوا فهم كيف أصبح ابن طحّان من بلدةٍ صغيرة أحد أعظم الفنّانين، من خلال البحث في تفاصيل الخمسة والعشرين عاماً الأولى من عمره والمنزل الذي نشأ فيه، وعلاقته بمحيطه من الحرفيّين في مجالات متعدّدة وصلاته الجيّدة مع جيرانه الأتراك المسلمين، والتحاقه بالمدرسة حيث تعلمّ الرسم على يد المدرّس هنريكوس ريفيردينكي، وصولاً إلى دخوله جامعة ليدن والدروس التي تلقّاها هناك.


عن "دار الوطن اليوم"، صدر كتاب "التاريخ الثقافي لمنطقة سطيف: المجال، الإنسان، التاريخ"، وهو الجزءُ الأوّل من عملٍ بحثي يتناول تاريخ المنطقة الواقعة شرق الجزائر، ويتضمّن ثلاثة أجزاء، أشرف عليه الأكاديميّان محمد بن ساعو واليامين بن تومي وشارك فيها 39 باحثاً من جامعاتٍ جزائرية مختلفة. من بين مواضيع الجزء الأول: "سطيف في الكتابات الرحلية والجغرافية الوسيطية"، و"شبكة الطرق الرومانية في سطيف"، و"الطوبونيميا الأمازيغية: أسماء وأماكن من منطقة سطيف"، و"سطيف خلال القرن التاسع عشر على ضوء رحلة هانريش فون مالتسان".


دلالات
المساهمون