مارسيل بروست.. نشر النصوص المفقودة

07 اغسطس 2019
(مارسيل بروست)
+ الخط -
نشر الروائي الفرنسي مارسيل بروست (1871-1922) في بدايات مشواره مجموعة من المقالات، ثم انتقل إلى ترجمة أعمال الشاعر الإنكليزي جون رسكن، التي كانت الأقرب إليه بحسب رسائله المنشورة، ليصدر بعدها كتابه الأول بعنوان "المسرات والأيام" (1896) الذي تضمّن بعضاً من مقالاته وقصائده.

لكنه قرّر في اللحظة الأخيرة أن يحذف مئة وثمانين صفحة من هذا الكتاب، والتي تشكّل تسعة نصوص نثرية وشعرية ظلّت مخبأة بين أوراقه حتى كشف عنها النقاب برنارد دو فالو الباحث المتخصّص في كتاباته ومؤسس "دار نشر فالو" الذي رحل العام الماضي.

أعلنت "دار النشر" في بيان صحافي أن المجموعة ستصدر في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل تحت عنوان "المراسل الغامض ونوفيلات (روايات قصيرة) غير منشورة"، والتي ستكشف مصادر روايته الشهيرة "البحث عن الزمن المفقود" التي لم يجد ناشراً لها واضطر إصدار الجزء الأول منها على حسابه الخاص سنة 1913.

العمل الذي نال استسحسان النقاد وأعيدت طباعته عشرات المرات بلغته واللغات التي تُرجم إليها، كان قد أرسله بروست إلى "المجلة الفرنسية الجديدة"، إلا أن لجنة قراءة النصوص التي كان يرأسها الروائي أندريه جيد رفضها، ليعود ويقرّ بخطأه الذي اعتبره من أفظع الأخطاء الادبية التي ارتكبها في حياته.

وكان برنارد دو فالو قد اكتشف في وقت سابق رواية بروست التي لم تنشر في حياته أيضاً، والتي تحمل عنوان "جان سانتويل"، إضافة إلى نص غير مكتمل عنوانه "كونتر سانت بيوف"، تم نشرهما في نهاية المطاف في الخمسينيات.

بروست الذي رحل عن واحد وخمسين عاماً، ترك أثراً كبيراً على الأجيال اللاحقة من الكتاب، خاصة في عمله "البحث عن الزمن المفقود"، ما يطرح السؤال عن سبب عدم نشر هذه النصوص التي وجدت أخيراً، والإجابة بتقدير دار نشر فالو ترتبط بجرأتها التي خاف بروست أن يصطدم مع البيئة الاجتماعية المحافظة حينها.

تغلب على هذه النصوص مواضيع لا تزال تثير الجدل حولها كالمثلية الجنسية، حيث يتحدّث فيها عن علاقته الحميمة بصديقه، وستشمل المجموعة المكونة من مئة وثمانين صفحة عناوين النصوص الأصلية بالإضافة إلى التحليل والنقد.

المساهمون