وقفة مع محمد آيت لعميم

04 نوفمبر 2018
(محمد آيت لعميم)
+ الخط -
تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
في هذه الأيام منشغل بالتحضير لكتابي الجديد حول "موضوعة المكتبة والكتاب في الرواية". انخرطت بجدية في هذا المشروع الذي ساورني منذ زمن بعيد. وقد آن الأوان لإنجازه. تمكنت من الاطلاع على جلّ الأعمال الروائية الغربية والعربية في الموضوع. لدي اعتقاد أن البحث في هذه المنطقة سيجلي كثيراً من الافكار والتقنيات الروائية في اللحظة الراهنة.


ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
آخر عمل صدر لي كتاب "بورخيس صانع المتاهات"، وهو بمثابة إضافة وتوسيع لكتابي الأول حوله الذي يحمل عنوان "بورخيس أسطورة الأدب". لقي الكتاب تجاوباً واستحساناً على الصعيد العربي. أما عملي القادم فهو عبارة عن ترجمة كتابين هما "كيف نتحدث عن كتب لم نقرأها؟" للمحلل النفسي الفرنسي بيير بايار، وكتاب يُعنى بالترجمة وقضاياها كُتِب بلغة شذرية ومكثفة وعميقة للكاتب البرتغالي كارلوس باتيستا بعنوان "أوراد مترجم". تندرج هذه الأعمال ضمن الحفر في إشكالية القراءة وآلياتها المعقدة.


هل أنت راضٍ عن إنتاجك ولماذا؟
بالطبع راضٍ عما أنتجته لحدود الآن. لكن هذا لا يعني الاكتفاء بما أنجزته، لأن الكتابة في جوهرها عملية غير مكتملة، والكتاب الجميل هو الذي لم يُكتب بعد؛ ذاك الذي يأتي من المستقبل. هذا الاحساس باللااكتمال هو مسوغ الاستزادة من فعل الكتابة. أما الرضى فمأتاه من التلقي الإيجابي لما أنتجته، إذ ما كُتب عني اعطاني ثقة في الاستمرار والمزيد من الكشف وإسعاد قرائي.


لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
لو بدأت من جديد لاخترت ما أنا عليه. هذا العالم الكتابي الذي وهبني اسماً ضمن سلالة الكتاب. وهذا الإدمان على القراءة ومصاحبة الكتاب. أحسني محظوظاً أن أُصبت بعدوى القراءة في مكتبة أبي رحمه الله التي لم أغادرها منذ دخلت إليها شاباً، إذ لا أتصورني خارج جنة الكتب.


ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
صدقاً ما أنتظره من العالم وما أريده منه هو أن يرجع له رشده. فالعالم المعاصر بدءاً من حربيه المدمرتين فقد عقله، وأطلق العنان لوحوشه الضارية. آن الأوان أن تروّض هذه الوحوش ويعود الإنسان سيد بيته.


صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
أدمن القراءة وأعود إلى مجموعة من الكتب، لكن الكتاب الذي أعود إليه دائماً هو القرآن. أجده نصاً لا نهاية له، كلما قراته وجدت معنى جديداً. حين قرأت جملة ابن عربي "فاغطس في بحر القرآن إذا كنت واسع النفس" تخيلته يخاطبني، فإيقاعاته المتنوعة وتراكيبه ولغته تفيدني كثيراً في الكتابة وتمدّني بطاقة متجدّدة في الترجمة.


ماذا تقرأ الآن؟
اقرا رواية بعنوان "في جنة المخطوطات المرفوضة" لإيرفينغ فينكل، ورواية "مانديل بائع الكتب القديمة" لستيفان زفايغ، في إطار التحضير لكتابي حول الرواية والكتب.


ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
أستمع الآن إلى موسيقى الآلة أو ما بسمى بالموسيقى الأندلسية، مستمتعاً ومتشبعاً بالإيقاعات المتنوعة وبالنوبات وبالنصوص الشعرية وبالإحساس المستمر بالأندلس حية في دواخلي. وأرصد تاريخ الكتابة حولها بحيث وجدت أدباء وعلماء اهتموا بها في قضايا إصلاح المجتمع من أمثال الصغير الأفراني في كتابه "التوشيح السهل" الذي شرح فيه موشح ابن سهل الأندلسي.


بطاقة
محمد آيت لعميم كاتب وناقد مغربي من مواليد 1964. صدر له عدّة كتب ودراسات منها "المتنبي الروح القلقة والترحال الأبدي"، و"بورخيس أسطورة الأدب"، و"القراءة"، و"بورخيس صانع المتاهات"، و"قصيدة النثر في مديح اللبس".

المساهمون