في كتاب "رحلاتي في العالم"، الذي نشر في طبعات متعددة عن دور نشر مختلفة، تعرض تلك الرحلة السيرية الذاتية لجانب من لحظات الكاتبة المصرية والطبيبة نوال السعداوي وأفكارها السجالية التي اعتنقتها ودافعت عنها أثناء تطوافها في أوروبا وأميركا والاتحاد السوفييتي، سابقًا، والهند والبلاد العربية.
ولا تنفصل رحلاتها عن آرائها في الحياة والسياسة والدين والمجتمع، حتى ليخيل أن هذه الرحلات ليست إلا ذريعة من أجل عرض آرائها الشهيرة في تلك القضايا الخلافية، والتي شكلت الإطار العام لعملها الثقافي والنضالي من أجل رفد أطروحة "تحرر المرأة"، بما يكفي من الأضلع القوية حتى تقوم الدعوة وتستوي على سوقها.
وخارج الماركة المسجلة باسمها، فإن رحلاتها، حية وطرية، وتختلف كثيرا عن رحلات العرب منذ أوائل القرن الثامن عشر إلى اوروبا، وبداية اللقاء مع الآخر، الذي سيتحول إلى أطروحة كاملة الأركان في الثقافة العربية.
فحوله ومعه دارت رحى معارك كثيرة، ما تزال مستمرة، إلى اليوم، وربما أكثر ضراوة في حرب مفتوحة تلبستها الهويات الدينية والعرقية، ويسقط ضحاياها بالرصاص الحي مع قوى إرهاب أعمى وقوى إرهاب مضاد أشد عماء.
إن رحلاتها، بهذا المعنى، تصبح محاولة لتدشين نظرة هادئة، لا صراع يقود إلى الحماقات، بل حوار، ونقد للعالمين، العربي المثقل بما يجر إلى الخلف، والعالم الغربي، الذي لم يحسم نفسه مع قوى الارتكاس التي تعشش فيه، لتتجلى في عودة قيم أو استمرار أخرى برغم مظاهر التمدن والتحرر الظاهرة، خصوصا في العلاقات الاجتماعية، والتي يشكل الرجل والمرأة دعامتها الأساسية.
من الطريف جدا أن تلخص نوال السعداوي وضعها على نحو إشكالي، كالتالي، تقول "منذ دخلت كلية الطب وأنا أكره الأطباء؛ مشيتهم المتغطرسة بين الممرات، طرقعات كعوبهم الحديدية فوق البلاط، أنوفهم المرفوعة بعيدا عن رائحة الجرح، عيونهم الشاخصة فوق جيب المريض، أصواتهم المعدنية فوق المنصات عن الإنسانية والرحمة. وظل صوت الدكتور «سرور» في أذني، نبرة السخرية تؤكد فشلي، أهرب من أوساط الأطباء، ولا أجد في أوساط الأدباء راحة أو عزاءً؛ فالأدباء في بلادنا يشتغلون بالصحافة، يتقاضون مرتبات من الدولة كموظفي الحكومة، يطيعون الأوامر العليا، عيونهم ناحية الحكام وظهورهم ناحية الناس والإنسانية".
في الجزائر
أول رحلة لنوال السعداوي ستكون نحو الجزائر، رحلة علمية للمشاركة في مؤتمر طبي عربي. فبعد الإجراءات الصارمة في مطار القاهرة الدولي، وأسئلة الضباط المستفزة، حول سبب سفرها وولي أمرها، تصعد أخيرا إلى الطائرة المتجهة إلى مطار الجزائر الدولي، في عهد الرئيس بن بلة، "بوجهه المستدير وقامته الطويلة تقارب قامة جمال عبدالناصر"، كما تصفه.
هنا في بلد المليون شهيد، ستكتشف السعداوي معنى أن تكون ثوريا محاربا، يقظا ومتربصا، لكن هل هذا يكفي؟ تجيب السعداوي بأن هناك وجها آخر غير بيّن، ما كان ليكشف عن نفسه، ويتعلق الأمر بوضع النساء الجزائريات، المجاهدات، اللواتي شاركن إلى جانب الرجل في حمل السلاح وتحرير الوطن. إذ بعد معركة التحرير، سرعان ما عاد كل واحد إلى موقعه التقليدي، الرجل والمرأة، وانسحبت إلى الوراء تلك المساواة في ساحة المعركة.
تكتب السعداوي "قلت لصديقتي الجزائرية فتيحة: لماذا لا تتمشى النساء الجزائريات على البحر؟ ً وقالت فتيحة: لا زلنا مجتمعا رجوليٍّا.
-ولكن النساء اشتركن في حرب التحرير.
– نعم، لكن بعد تحرير الوطن لم نحرر أنفسنا.
– أيهما يسبق؟ تحرير النفس أم تحرير الوطن؟ ً
– النفس طبعا؛ فاقد الشيء لا يعطيه.
فتيحة إحدى عضوات الاتحاد النسائي الجزائري. لم تتزوج بعد. كانت مشغولة بالثورة ولم تجد الوقت للزواج، وإذا وجدت الوقت لم تجد الزوج، وقالت لي: "الرجل َّ الجزائري إذا تحرر تزوج فرنسية، وإذا تزوج جزائرية لم يعد متحررا، وهو يشتهي المرأة الحرة لكنه لا يتزوج إلا الجارية".
طبعا هنا، لا تخفى حدّية السعداوي من إيراد وجهة النظر تلك، وإن كان الأمر لا ينسحب على الجزائري وحده، بل على العربي عموما، فالنساء العربيات حتى اليوم ما زلن في معركة من أجل تحرير النفوس بعد التحرير الشكلي للأوطان، وهي ليست معركة المرأة وحدها، بل رهان الرجل والمرأة، ذلك أن تدني حقوق واحد من الإثنين هو مؤشر على تخلف اجتماعي لن تنجو منه الأجيال الحالية أو المقبلة.
في باريس الحرية
هل اختلفت رؤية نوال السعداوي لباريس أو للغرب عموما، عن رؤية رفاعة الطهطاوي مثلا، والذي سبقها بنحو قرن من الزمان إلى هناك؟ وهل كان متقدما عنها أم كانت متخلفة عنه؟ في الحقيقة، لا يعثر القارئ على فروق كثيرة، إذا هي الدهشة العربية نفسها، والملاحظات السريعة التي يسجلها أي غريب عن المكان، قبل أن تتلاشى تلك الدهشة وتذوب أمام نهر الحقائق الجاري مثل نهر السين.
تكتب "هبطت الدرجات لأركب «المترو»، الزحام شديد، والخطوات سريعة لكن لا أحد يرتطم بأحد. على المقعد المواجه لي في القطار فتاة وفتى يتعانقان، يستغرقان في قبلة طويلة والقطار مزدحم ولا أحد ينظر إليهما، أحاول أن أبعد عيني عنهما. ثلاثة شباب وفتاة يعلِّقون على أكتافهم آلات موسيقية ويعزفون.
أبواب القطار تنفتح وحدها في كل محطة، ويهبط ناس ويصعد ناس، ثم تنغلق الأبواب وحدها. توقَّف القطار في محطة الشانزليزيه فاندفعت بسرعة خارج القطار، صعدت السلالم إلى الشارع، رأيت أمامي قوس النصر الضخم والشارع الفسيح على جانبيه المحلات ذات النوافذ الزجاجية الكبيرة، الوجوه من حولي مشرقة والخطوات مرحة، الملابس أنيقة متعددة تتحرك بلا توق الأشكال والألوان، سراويل ضيقة كالقفاز، أثواب قصيرة تكشف عن سيقان ناعمة ملونة، شاب وشابة يسيران متعانقين.
الحرية تتجسد أمامي، حيث لا عيون ولا آذان ولا أنوف تندس أو تتشمم، وَسرَت عدوى الحرية، شددت عضلات ظهري ورفعت رأسي وسرت بخطوات منطلقة أحرك ذراعي في الهواء. اشتريت تفاحة حمراء ضخمة ووضعتها بين أسناني، واندفعت مع مجموعة من الشباب نحو مركب للنزهة في نهر السين. هبطت نحو النهر أجري كما كنت أفعل وأنا طفلة، ثم توقفت لحظة ألتقط أنفاسي، أدركت أنني لم أعد طفلة.
وضفاف نهر السين على الجانبين تحوطها الأبنية ذات القباب العجيبة والتماثيل الحجرية منتصبة فوق الجدران كآلهة العصور القديمة قبل ظهور الآلهة السماوية، الأبنية ضخمة ممتدة في الأفق، برج إيفيل عملاق حديدي يبعث في الجسد قشعريرة، هواء بارد يلفح وجهي، قلبي ثقيل وصدري يمتلئ بالرهبة. هذه المدينة أكبر مني، تمتد أكثر مما يمتد بصري، والأسماء فوق الجدران الشاهقة لا أعرفها، عدم المعرفة يسلب المتعة والجمال.
وفي متحف اللوفر كدت أحوطه بذراعي، ملامحه المألوفة ورأسه الضخم، كتفاه العريضتان الصلبتان، أصابعي تتحسس جسده البرونزي اللامع، ويعود إلى أنفي رائحة الصحراء والهرم، السياح الأجانب يرمقونه بعيون زرق مستطلعة، وكلمة «اسفنكس» ترتطم بأذني غريبة، أسمع عندي «أبو الهول»، رقدته في صحراء الجيزة أكثر جمالا من رقدته هنا في متحف اللوفر، عيناه تلتقطان عيني من بين كل العيون الغريبة، يستشعر في أول رحلة خارج الوطن الغربة مثلي ويحن إلى العودة، اقتربت منه أكثر، وحوطته بذراعي كأنما سأحمله فوق صدري وأعود.
قضيت اليوم أتجوُّل في متحف اللوفر، أمر بين التماثيل واللوحات المتعددة ثم أعود إلى حيث يرقد أبو الهول، بالقرب منه أشعر بالألفة، وأوشك أن أحدثه.
في إحدى القاعات رأيت الناس يتجمعون حولها وهي منتصبة بقوامها الرشيق، «فينوس» إلهة الجمال كما يسمونها، لها ذراع واحدة، أحملق في وجهها لأعرف سر جمالها، ملامحها عادية، إلى جوارها تنتصب الإلهة «أثينا» إلهة الحكمة، عيون الناس منصرفة عنها مع أنها أكثر رشاقة من فينوس وأكثر جمالا. هل الحكمة في المرأة غير مطلوبة وبالتالي غير جذابة؟
في لندن
ستندهش السعداوي، وهي القادمة من بيئة مصرية حيث الولاءات والنياشين والعقليات التي تقدس المال والسلطان، من مظاهر "بشرية" عديدة، وهي في لندن، فالملكة تمر دون أن يقفل موكبها حركة السير، كما يحدث في العالم العربي عند مرور مأمور شرطة، والشخصيات الكبيرة في المجتمع من مفكرين وكتاب ورجال سياسة يسيرون مثل كل الناس في الأسواق.
تقول "وفي أحد شوارع بانجور رأيت امرأة داخل سيارة ترتدي حلَّةً خضراء وإلى جوارها رجل، وسمعت أحد المارة يقول إنها الملكة إليزابيث، ورأيت المارة يقفون وينظرون نحوها، لا تصفيق ولا هتاف، ثم واصلوا السير، ومرت سيارة الملكة بهدوء، ومن خلفها سيارة أخرى، وانتهى الموكب دون أن يتغير شيء في الدنيا. لا صفارات ولا سيارات بوليس تزأر ولا خلت الشوارع من الناس، لا موتوسيكلات تجري وتعوي كالدبابير المجنونة وتمنع المرور، لا طوابير العساكر الممدودة بطول الشارع". إنه مشهد سيسم ذاكرتها، كما مشاهد أخرى، وهي تجول في بلاد الملكة.
صدمة الحداثة في أميركا
في تلك السنوات، ستزور السعداوي أميركا، وبالضبط ولاية رالي في كارولينا الشمالية، ضيفة على جامعتها، لكنها ستكتشف شيئا صادما، يتعلق الأمر بسريان العنصرية في هذه المدينة، وهو ما اثار استغرابها، بخلاف ما هو موجود مثلا في نيويورك من تسامح وتجاوز لهذا المعيق الذي دفعت من أجله أميركا غاليا.
تكتب "في دورة المياه في النادي بابان، كتب على أحدهما: للبيض، وكتب على الآخر: للملونين، وتوقفت أمام المرآة أدقق النظر في لون بشرتي، ولم أعرف أيهما أدخل، ثم دخلت من باب الملونين. عادت ماري إليَّ َّ دون أن تسبح وقالت بغضب: تصوري، حمام السباحة مغلق للتطهير؛ لأن اثنين من الزنوج نزلا فيه بالأمس. هذه الولاية عنصرية. وبصقت على الأرض.
وفي الليل دعتني هي وصديقها ديفيد للرقص، القاعة صغيرة مزدحمة بالشباب، والدخان ورائحة البيرة والموسيقى الراقصة، الرؤوس كلها شعرها طويل، والأجسام داخل السراويل الضيقة نحيفة طويلة، والحركات منطلقة حرة، ولا أكاد أفرق بين الولد والبنت.
دعاني ديفيد للرقص ولكني فضلت الجلوس وشرب البيرة، ورقص ديفيد مع ماري، وعيناي تتابعان حركاتهما الراقصة، سرت إليَّ عدوى الرقص مع سريان البيرة في عروقي، ووجدتني أحرك ذراعي ورأسي وأنا جالسة، ثم نهضت ورقصت مع ديفيد وماري، وشباب آخرين انضموا إلينا، وبدأنا نغني معا ونضرب الأرض بأقدامنا بقوة إيقاع اللحن".
منذ الطفولة وأنا أحب الرقص بحركات قوية، ترمقني العيون بنظرات استنكار، عضلات البنت لا بد أن تكون ضعيفة، وحركاتها في الرقص رقيقة وديعة، لكن رقص البنات لم يكن يحركني، حركات بطيئة وعضلات مرتخية ورجرجة الشحم فوق البطن والردفين، وذلك اللحن البطيء الممتلئ بالنواح والبكاء. تركت حلبة الرقص وجلست شاردة، إحساس مفاجئ بالحزن، وأقبلت نحوي ماري وجلست إلى جواري، وتساءلت بدهشة: ماذا يحدث؟ وقلت: الشباب عندنا وخاصة البنات ليس عندهن هذه الحرية".
مظاهرات مدفوعة الأجر
شيء آخر سيثير السعداوي أثناء إقامتها مدة سنة في أميركا، هو اعتزام حضورها مظاهرة ضد وعد بلفور المشؤوم، وقد لاحظت أن الجمعية الداعية لهذه المظاهرات، وهي الجمعية العاملة لإصلاح العلاقات العربية الأميركية، في سنة 1965، قد وعدت بمنح المتظاهرين دولارين في الساعة عن مشاركتهم في التظاهرة التي دعت لها.
المظاهرات المدفوعة كانت أمرا جديدا على نوال السعداوي، وقد أثارت فيها الكثير من المشاعر المتضاربة، مشيرة إلى أنها لن تقدم على هذه الخطوة، باستلام أموال من أجل التظاهر، وبالأخص في قضية عادلة لشعب طرد من أرضه، لصالح الكيان الإسرائيلي.
تقول "لأول مرة في حياتي أسمع عن مظاهرة مدفوعة الأجر. في المظاهرات في بلادنا كنت أسمع طلقات الرصاص، وأجساد الطلبة تسقط، والدم يسيل في الشارع، وفوهات البنادق تطل من سيارات البوليس، وتلاميذ تختطفهم العربات المصفحة وتبتلعهم السجون. وقلت لنفسي: كم دولارا تساوي ثلاثة لترات من الدم يسال على الطريق؟ وكم دولارا يمكن أن تُدفع من أجل تلميذ يصبح شهيدا؟ وكم يمكن أن يكون ثمن حياتي إذا انطلقت رصاصة في جزء من الثانية؟ وجاء يوم الخميس ولم أذهب. لا أحد يمكن أن يدفع ثمن جزء من الثانية يساوي حياتي، وحياتي كلها أدفعها بطلقة رصاص واحدة نظير كرامتي وكرامة الوطن".
تعرض السعداوي أيضا لعبودية أخرى، هي عبودية الأميركيات مع أجسادهن، كيف يتحولن إلى حريم جديد، وهي في ذلك تشترك في هذه النظرة مع الكاتبة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي. ولقد هال السعداوي هذا الإفراط المهول من قبل الأميركيات، وحتى من زميلاتها الجامعيات والباحثات بالجسد وبالزينة.
تقول "الزميلات الأميركيات الأخريات تفصلني عنهن مسافة كبيرة، وأشعر بينهن بالغربة. لا يعرفن شيئا عن العالم خارج أميركا. لا فلسطين ولا فيتنام ولا أي بلد آخر في آسيا أو أفريقيا، وجوههن مدهونة بالمساحيق، فوق الجفون وعلى الرموش والخدود، ولون فضي غريب يلمع فوق الشفاه، وفوق الأظافر المدببة الطويلة كالدمى البيض الملونة.
كالجواري في عهد هارون الرشيد رغم لَكنتهن الأميركية وبشرتهن البيضاء وقامتهن الطويلة النحيلة، أسيرات المفهوم العبودي لمعنى الأنوثة والجمال، يكشفن عن الشق بين النهدين، ويرقصن َّ داخل سراويل ضيقة وعيونهن على الرجل، ينشدن الزواج رغم كل شيء، وإذا تزوجن َّ تبخرت طموحاتهن الأخرى، وانقطعن عن الدراسة أو العمل، وتفرغن لشؤون البيت والأطفال إلى أن يكبر الأطفال، فتعود إليهن طموحاتهن القديمة ويصبحن تلميذات من ً جديد وهن في الخمسين أو الستين من العمر، وفي ساعة الغداء يجلسن معا ويثرثرن في أمور الأزواج والأولاد".
ومن أجمل المقاطع، حين تتحدث عن شرب لبن الحصان في موسكو، تكتب " ورأيت على المائدة دورقًا كبيرا مليئًا باللبن، وصب لي «يوري بروفيتش» (رئيس ً اتحاد الأدباء في موسكو) كأسا من اللبن، ما إن أخذت منها رشفة حتى لسعت حلقي ً بالحامض وضحك يوري قائلا: لبن حصان، مفيد للصحة وبه 5 في المائة كحول. وسألت: أتشربون لبن الحصان؟ وسألني: أتشربون لبن البقر؟ ما الفرق بين لبن الحصان ولبن البقر؟
ومددت يدي إلى طبق به قطع مشوية من اللحم، وأكلت بشهية قطعة لحم وجدت لها طعما لذيذًا، وقلت لجارتي «لاريسا» المترجمة الروسية: «لحم لذيذ». ٍّ وقالت لاريسا: جدا. إنه لحم الحصان. وأخفيت دهشتي وارتفعت مرة أخرى الأيدي بكؤوس لبن الحصان يشربون نخب الفن والصداقة، فرفعت كأسي معهم وشربت لبن الحصان".