"دابا تياتر": من يطفئ التلفزيون؟

23 يوليو 2014
مشهد من العرض
+ الخط -
تحتضن قاعة "متحف القصبة" في مدينة طنجة المغربية، يومي الثلاثاء والأربعاء، عرضين متتاليين لمسرحية "شكون غيطفي التلفزة؟" (من يطفئ التلفزيون؟) وهي آخر ابتكارات فرقة "دابا تياتر" المسرحية المغربية. العرض الذي تألق مؤخراً في الدورة السادسة عشر لـ "المهرجان الوطني للمسرح" في مدينة مكناس منتزعاً ثلاث جوائز: جائزة أفضل نص، وأفضل إخراج وأفضل دور نسائي. والمسرحية من إخراج جواد السنني والنص إيمان رغاي وهي من تمثيل عادل أبا تراب وجميلة الهوني.

أحداث المسرحية تدور في فضاء مغلق داخل غرفة نوم. وأبطالها زوجان شابان يبددان الضجر بمشاهدة التلفزيون. الزوج يكرر بطريقة ميكانيكية "من سيطفئ التلفزيون؟" وتظل هذه الجملة تتردد كلازمة على شفتيه فاسحة المجال لثرثرة ذكورية متواترة تتناقض مع صمت الزوجة التي تحتمي بقناع اللامبالاة مسترجعة ذكريات الماضي.

إنها مسرحية ترصد - بحسب كاتبة النص إيمان رغاي - موضوع العلاقة الزوجية وسلطة الصمت عبر التفاصيل الأكثر بديهية في العلاقة بين رجل وامرأة تحت سقف واحد. وهي محاولة للنظر من زاوية جديدة للمسكوت عنه في العلاقة الزوجية والذي غالباً ما تفضحه حركات الأجساد في فضاء مغلق في حين يبدو الكلام ضرباً من الهراء الفارغ من المعنى.

فرقة "دابا تياتر"، مقابلها بالعربية الفصحى: "المسرح الآن"، هي عبارة عن ورشة مفتوحة أسسها مجموعة من المسرحيين والفنانين، على رأسهم المسرحي إدريس كسيكس، عام 2007 مستلهمين على الأرجح تجربة "مسرح الشمس" في باريس. رفعت الفرقة منذ تأسيسها شعار: "حركة مواطنة ثقافية وحرة" وربطت بين الفعل الثقافي والسياسي بشكل واضح لكن من دون الانحياز إلى أيديولوجية جاهزة.

"المسرح الآن"


وتساهم "دابا تياتر" بحيوية لافتة في النقاش السياسي العام وتنظّم من حين لآخر ندوات حول الراهن السياسي المغربي. ولم تخف الفرقة تعاطفها مع حركة 20 فبراير الاحتجاجية الشبابية التي انطلقت قبل ثلاثة أعوام للمطالبة بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد وشاركت بقوة في بعض تظاهراتها.   

نجحت "دابا تياتر" بسرعة في فرض نفسها، وساعدها في ذلك مشهد ثقافي رتيب وجمهور شاب متعطش إلى الجديد المبتكر ومزج بدون عقد للثقافات المغربية المتعددة: العامية المغربية والعربية الفصحى والأمازيغية والفرنسية. وأيضاً، هنا مكمن القوة، برمجة غنية ومنتظمة في مختلف مدن المغرب متّسمة بانفتاح مدهش على الموسيقى الشبابية والرقص والفيديو والأدب. كما أن الورشة دأبت على تنظيم أمسيات مسرحية ارتجالية أطلق عليها "الخبر في راسك" تربط الممارسة المسرحية بالأخبار الراهنة.

المساهمون