أعلنت وزارة الثقافة المغربية، اليوم، عن الأعمال التي حصلت على "جائزة المغرب للكتاب" للدورة الحالية، على أن يُقام حفل توزيع الجوائز في 18 تشرين الأول/ أكتوبر في "المكتبة الوطنية للمملكة المغربية" في الرباط.
تقدّم للجائزة 191 مؤلّفاً، وترأّس لجنة التحكيم عبد الله بوصوف، بينما ترأّس اللجان الفرعية كلٌّ من نزهة ابن الخياط الزكاري في فرع العلوم الاجتماعية، وجامع بايضا في العلوم الإنسانية التي حُجبت هذا العام، وفاطمة طحطاح في الدراسات الأدبية واللغوية والفنية والدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، بينما ترأّس عبد الكريم برشيد لجنة السرد والإبداع الأدبي الأمازيغي والكتاب الموجَّه للطفل والشباب، أما لجنة الشعر فترأّسها أحمد زنيبر وعبد القادر سبيل في الترجمة.
وحصل على جائزة السرد الروائي والناقد عبد الرحيم جيران عن روايته "الحجر والبركة"، فيما مُنحت جائزة العلوم الاجتماعية مناصفةً بين عياد أبلال عن كتابه "الجهل المركب: الدين، التدين وإشكالية المعتقد الديني في العالم العربي"، وخالد زكري عن "حداثات عربية: من الحداثة الى العولمة".
ومُنحت جائزة الدراسات الأدبية والفنية واللغوية للفنان والباحث إبراهيم الحيسن عن كتابه "الكاريكاتير في المغرب: السخرية على محك الممنوع"، وذهبت جائزة الترجمة إلى حسن الطالب عن ترجمته لكتاب "القريب والبعيد قرن من الأنثربولوجيا بالمغرب" لحسن رشيق.
وعادت جائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية إلى أحمد المنادي عن "الشعر الأمازيغي الحديث"، أما جائزة الإبداع الأدبي الأمازيغي فمُنحت لأم العيد العدناني عن "إيناضن ن وضان"، وذهبت جائزة الكتاب الموجّه للطفل والشباب إلى الكاتب محمد سعيد سوسان عن "حورية من السماء".
اللافت في هذه الدورة أن جائزة الشعر خرجت عن الأسماء الكبيرة المعتادة، والتي جرت العادة أن تذهب إليها "احتفاء وتكريماً"؛ حيث مُنحت مناصفةً بين تجربتين شابتين: مصطفى ملح عن مجموعته "لا أوبّخ أحدًا"، ورشيد خالص عن عمله "Guerre Totale suivi de Vols, l’éclat".
لعلّ في حصول ملح، الذي ظلّ منشغلاً بتجربته الخاصة وأفق كتابته بعيداً عن ضجيج الرهانات والحسابات والجوائز، على الجائزة، التفاتةٌ إلى جيل أسهم في مرحلة انتقالية أساسية للمشهد الشعري في المغرب. أمّا رشيد خالص، فيمثّل إلى جانب شعراء آخرين يكتبون قصيدة مغربية بلغة أخرى (الفرنسية)، جيلاً كشف أن للغة الفرنسية "قدرة هائلة على ترويض متخيلها" بمتخيّل مغربي أيضاً.
ويبدو أنّ القضايا الكبرى لم تعد تغري الشعراء المغاربة اليوم؛ إذ أيقنوا أنَّ الشعر لم يعد سبيلاً لتحريرالوطن والإنسان، ولا وسيلةً لخلق عالم بديل، بل أضحت القصيدة حلاً مفترضاً لصيغة التناقض في عالم اليوم. إنها حالة من فض الاشتباك ومحاولة لفتح كوة للغة الشعرية، كي تتحلّل ربما من "أكسدة" سكنتها لسنوات، وترغب اليوم في التحرُّر كلياً والذهاب بالقصيدة الى ذاتها وشجونها وأسئلتها الداخلية.