سلسلة حوادث

28 يونيو 2017
ماسينيسا سلماني/ تونس
+ الخط -

بدأ كل شيء ذات يوم أحدٍ عند الساعة التاسعة صباحاً، مع الوفاة غير المتوقعة لأحد جيراني، بعد نقاش حاد دار بيننا حول صوت الموسيقى المرتفع.

شاهدَتْ سيدة معروفة بنميمتها، كيف خرّ أمامي دون مقاومة. ورغم أنّي حاولت أن أشرح لها أن الأمر كان مجرّد حادث، إلا أنها بدأت تصرخ في وجهي وتلقي بكل أنواع الشتائم المبالغ فيها والتي لا تغتفر. حينها، لم تترك لي خياراً آخر عدا قتلها، لأن شاهداً مرتبكاً كان سيزيد القضية سوءاً فقط.

ذهبتُ لرؤية الراهب جرياً وأنا حزين، ظناً مني أن الاعتراف سيساعدني على تخفيف حمل ضميري. استمع القسّ إليّ في صمت، ولكن بعد ذلك خطرت بباله الفكرة التعيسة بأن يقول لي إنني شخص مريض، وإن عليّ زيارة طبيب نفسي، وإن تلك الخطايا كانت خطرة للغاية.

بدت لي ردّة فعله أمام سلسة بسيطة من الحوادث مبالغاً فيها. وللقضاء على الشكوك، قرّرت خنقه داخل المكان المخصّص للاعتراف. من يدري، لربما كان سيسبّب لي هوسه بتنفيذ الوصية الثامنة مشكلة ما.

لهذا جئت لأستشيرك يا دكتور. ربما بإمكانك أن تصف لي مسكّناً، أو أن تشير عليّ بعلاج. ولكن بعد ذلك، عليك أن تتفهم أنه سيكون عليّ قتلك. إذ إنني لا أثق في السرّ المهني. ومعروف عنّي أنني أفضّل عدم وجود شهود.



* Martín Gardella كاتب وأستاذ جامعي أرجنتيني ولد عام 1973.

** ترجمة عن الإسبانية: إبراهيم اليعيشي

المساهمون