منذ أستورياس

07 مارس 2017
(تظاهرات لأهالي المفقودين في الحرب الأهلية الغواتيمالية، 1985)
+ الخط -
انتقد الكاتب الغواتيمالي ميغيل أستورياس (1899–1974) وأقرانه في أميركا اللاتينية، في رواياتهم الدكتاتوريات الحاكمة، وانتصروا للفقراء والسكّان الأصليين، ولم يخطر ببالهم أن الصراع في بعض بلدانهم سيؤول إلى نهايات يصعب الانحياز فيها بسبب تعقيداته ودمويته.

حصلت غواتيمالا على استقلالها عام 1821، ودارت في تلك الحقبة مواجهات حادّة بين نخبة ليبرالية وأخرى محافظة، انتهت بانتصار الطرف الأول الذي قام ببيع أراضي الدولة، التي كانت تذهب عائداتها للخزينة، إلى أصحاب المزارع.

التوزيع غير العادل للثروات قاد البلد إلى دوّامات الانقلابات العسكرية التي أسّست للتدّخل الأجنبي منذ مطلع القرن الماضي، وفي مقدمّته الأميركي، ما أسفر عن تزايد معدلات الفقر والبطالة والفوضى والعنف.

لم يعد ذلك الفرز الطبقي واضحاً في بلد انخرطت في حربه الأهلية دول إقليمية وعالمية، ما ساهم في وقوع مجازر شارك فيها أغلبية المواطنين، وتحوّلت الحركات المقاومة لقمع السلطة تدريجياً إلى منظّمات تمارس الإجرام الذي تتشارك فيه مع السلطة.

كما لم تعد التصنيفات الكلاسيكية التي كانت تُطلق للتمييز بين قوى التحرّر وقوى تابعة للإمبرالية قائمة، إلى درجة أن ممثلاً كوميدياً وصل إلى سدّة الحكم عبر الانتخابات، هو جيمس موراليس، تحت شعار مكافحة الفساد، لم يقم خلال العامين الماضيين سوى بالتلاعب بالألفاظ ولعب أدوار "هزيلة" للتغطية على الفاسدين.

المساهمون