درب قب إلياس: عودة من نسيان طويل

10 يوليو 2019
(من درب قب الياس)
+ الخط -

عادةً ما تكون القرى والبلدات الجبلية في البلاد العربية، وفي أماكن كثيرة من العالم، بعيدة عن كل مقوّمات الحياة الثقافية أو الاقتصادية، غير أن الأمر ليس قدراً محتوماً؛ حيث تتوفّر الكثير من البلدات على عناصر يمكن - في حال حسن استغلالها - أن تحوّلها إلى مناطق جذب، وهو ما نجد أثره خصوصاً في قرى وسط أوروبا وشمال أميركا حيث تُطلَق مهرجانات خاصة بتفعيل هذه المناطق أو البحث عن معالم تاريخية فيها أو خصوصيات طبيعية لتحويل التجمعات السكنية الصغيرة إلى نقاط ضمن خارطة الحياة الثقافية والاقتصادية لمنطقة ما.

يمكن أن نضع ضمن هذا التوجّه افتتاح درب قب الياس، وهي إحدى القرى اللبنانية بالقرب من مدينة زحلة شمال لبنان، والذي سيقام يوم الخميس المقبل. يتضمّن الدرب معالم تاريخية عديدة أُنشأت خصوصاً خلال العصر الروماني، واستُعملت في الغالب لأغراض عسكرية في هذه المنطقة الجبلية.

يتضمّن افتتاح "درب قب الياس" مجموعة من الفعاليات، منها معرض تراثي يقدّم منتجات المنطقة من أزياء وأدوات الحياة اليومية والمأكولات، ومسرحية تقدّمها فرقة "سيغال"، وعرض موسيقي للفنان هادي خليل وفرقة "هياكل بعلبك".

هذه الخيارات التي تؤثّث الافتتاح قد لا تخلق الجاذبية المرجوّة للمعالم التي سيجري افتتاحها، حيث تبدو قائمة على أفكار ثابتة ومتداولة من الصعب أن تجعل مواطناً، في بيروت مثلاً، يتنقل من مكانه إقامته إلى شمال لبنان لحضور الافتتاح.

تحتاج هكذا مشاريع إلى تفكير أعمق في خلق إشعاع منها توظيف المعالم نفسها للأغراض الثقافية بشكل متواصل وبعث مجموعة فعاليات على طول السنة، وهو جهد ينبغي أن ترفده مساهمات من المجتمع المدني وقطاعات أخرى أبرزها السياحة، خصوصاً ما بات يعرف في السنوات الأخيرة بالسياحة البيئية.

دلالات
المساهمون