أطلقت "دارة الفنون" في عمّان، أول منشور رقمي لها منذ بداية أزمة كورونا وفترة الإغلاق، والذي يعدّ جزءاً من برنامجها "إنترنت الأشياء: عالم آخر ممكن"، وهو مشروع للمعارض الافتراضية بدأته الدارة بمشاركة الفنانين أريج حنيطي وأحمد عصام الدين وتمارا نصّار، بهدف التفكير في مسألة الفن والعزلة والإنترنت كوسيط مهيمن على التواصل الإنساني في مثل هذه الظروف.
المنشور جاء بعنوان "انزلاقات زمنية، عتبات ممتدة"، وبحسب القائمين عليه، فإنه "تمرين في النشر أونلاين كممارسة فنية"، ويتكوّن من إحدى وخمسين صفحة، ويتضمّن مشاركات لفنانين وباحثين في مجالات الفنون والدراسات الثقافية بالعموم.
تشارك أماني أبو رحمة بـ "قراءة في بيان السايبورغ لدونا هاراوي" وتتناول النظام العالمي الجديد من منظور نسوي. كما تحضر الباحثة اللبنانية جنى نخال من خلال مقال بعنوان "التمدن والكورونا ورأس المال".
ويساهم الباحث والكاتب الصحافي يزن الأشقر في المنشور بمقال تحت عنوان "ملاحظات من حالة طوارئ"، وكذلك يحضر الفنان أحمد عصام الدين بعمله البصري/ النصي "مقاومة الجذمور: من فائض القيمة إلى الفائض السلوكي".
أما الفنانة أريج حنيطي، فتحضر من خلال عملها "ربيع صامت"، وفيه تقوم الفنانة باستخدام تكنولوجيّات الميديا الجديدة، ببناء مجالات تستند إلى تأمّلات في المستَقبَلات والخيالات الممكنة، لتحاول الإجابة عن سؤالها: كيف يمكننا أن نتخيّل بشكل جمعي بينما نفكّك السرديات المهيمنة والجغرافيا؟
وتعرض الفنانة تمارا نصار في المنشور عملها "غائبة على الأريكة"، وهو ممارسة تحريرية دائمة وحالة استجواب مستمرة قائمة على تبادل أدوار وتمرين في الكتابة الرسائلية.
في مقدمة المنشور، يلفت المشاركون إلى أنه في ظلّ حالة الإغلاق التي يشهدها العالم "أصبح معظم التفاعل البشري محصوراً في الفضاء السيبراني. وعلى هذا النحو، نجد أنفسنا أكثر عرضة لحكم رأسمالية الاتصال والتكنولوجيا المتقدمة، المرتبطة بهشاشة الحضور المنفصل عن الجسد و العالم المادي".
وتلفت المقدمة إلى أنه "على الرغم من أن الفضاء السيبراني جسَّد إمكانية التحرر وتشكّل الذاتية الراديكالية، إلا أنه كان يخضع في الوقت ذاته لسلطة الأنظمة المُهيمنة. وقد أدى الانتشار الرقمي القائم إلى تنامي رأس المال إلى حالة من التسارع المعلوماتي يصاحبها فقدان للمعنى".