"شعبة مسرح المواجهة".. كوميديا ثقافية

11 اغسطس 2019
عادل السيوي/ مصر
+ الخط -

أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن تأسيس ما أطلقت عليه "شعبة مسرح المواجهة" الذي يذكر اسمه بأسماء الفروع الأمنية، ولا يوحي بأنه ينتمي إلى الفعل الإبداعي وتهدف الشعبة بحسب ما أوضح بيان وزارة الثقافة الذي صدر أمس إلى نشر "التنوير في ربوع مصر" و"العدالة الثقافية" إيماناً بـ"دور الإبداع في تشكيل الوجدان".

يرتبط هذه الخطاب وهذه اللغة الرسمية القديمة بمفردات من قبيل "شعبة" و"مواجهة" و"ربوع"، بممارسات وخطاب يصدره النظام المصري في السنتين الأخيرتين معتمداً على فكرتين أساسيتين أنه يحاول رعاية التنوير ونشره وأنه يتصدى للإرهاب من خلال الثقافة.

نجد في السنتين الأخيرتين عناوين كبيرة من نوع "تجديد الخطاب الديني" و"العدالة الثقافية" و"نشر التنوير" و"مواجهة الإرهاب"، تصدرت تظاهرات ثقافية رسمية دون أن تسفر عن مخرجات ذات شأن.

جرى إقحام هذه التعبيرات ضمن عدد من الخطط الرسمية التي أعلن عنها، ولم تحتو على مشاريع أو برامج محدّدة سوى تلك القوافل والمسابقات والاحتفالات التي تجوب المدن تردّد الكليشيهات ذاتها فيما الثقافة تتراجع حيث لا مكان للمثقّف ما لم يصبح بوقاً لخطاب النظام.

واليوم أصبح النظام يردد التعبير الذي كثيراً ما لجأ إليه نظام مبارك، وهو "القوى الناعمة"، وفي حين كان "النظام البائد" يستخدمه مبرراً لانحسار دور مصر الإقليمي وملتفتاً إلى تأسيس بنية تحتية ثقافية، فإن النظام الآن يستخدمه كغطاء للأزمة التي يعيشها الداخل وتعيشها مصر إقليمياً أيضاً بمشاريع هزيلة.

المسرحيات في الأرياف لن تقدر على مواجهة شيء، التنوير يأتي عن طريق بنية تحية مادية وثقافية في آن، ومواجهة الإرهاب لا تتحقق في نظام قمعي قادر على التنكيل بشعبه وممارسة إرهاب الدولة دون أن يرف له جفن، وأعاد البلاد إلى لحظة أبعد بكثير مما قبل "25 يناير". فأي شُعبة وأي مسرح بل وأي مواجهة تريدها وزارة الثقافة وقد أصبحت الثقافة برمتها عرضاً كوميدياً يروّج للديكتاتور الجديد؟

المساهمون